للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: ٢٧] يعني خَيبر.

* * *

[فصل]

ذكر البيهقيُّ (١) هاهنا سريَّة ابن أبي العَوجَاء السُّلميِّ إلى بني سُليم، ثم ساق بسنده عن الواقديِّ (٢): حدَّثني محمد بن عبد الله بن مسلم، عن الزُّهريِّ قال: لمَّا رجع رسول الله من عمرة القضيَّة، رجع في ذي الحجَّة من سنة سبع، فبعث ابن أبي العوجاء السُّلميَّ في خمسين رجلًا، فخرج [إلى بني سُليم، وكان عين بني سليم معه، فلما فصل من المدينة، خرج] العين إلى قومه، فحذَّرهم وأخبرهم، فجمعوا جمعًا كثيرًا، وجاءهم ابن أبي العوجاء والقوم معدُّون، فلمَّا أن رآهم أصحاب رسول الله ورأوا جمعهم، دعوهم إلى الإسلام، فرشقوهم بالنَّبل ولم يسمعوا قولهم، وقالوا: لا حاجة لنا إلى ما دعوتم إليه، فرموهم ساعة، وجعلت الأمداد تأتي، حتى أحدقوا بهم من كلِّ جانب، فقاتل القوم قتالًا شديدًا، حتى قتل عامَّتهم، وأُصيب ابن أبي العوجاء بجراحات كثيرة، فتحامل حتى رجع إلى المدينة بمن بقي معه من أصحابه في أول يوم من صفر سنة ثمان.

* * *

[فصل]

قال الواقديُّ (٣): في المحرَّم من هذه السنة - يعني سنة سبع - ردَّ رسول الله ابنته زينب على زوجها أبي العاص بن الربيع، وقد قدَّمنا الكلام على ذلك.

وفيها قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس ومعه مارية وسيرين، وقد أسلمتا في الطريق، وغلام خصيٌّ.

قال الواقديُّ (٤): وفيها اتَّخذ رسول الله منبره درجتين ومقعده. قال: والثَّبَتُ عندنا أنَّه عُمل في سنة ثمان.


(١) انظر "دلائل النبوة" (٤/ ٣٤١).
(٢) انظر "المغازي" (٢/ ٧٤١).
(٣) انظر "تاريخ الطبري" (٣/ ٢١).
(٤) انظر "تاريخ الطبري" (٣/ ٢٢).