للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنبأتكم (١) ما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد قال: قلت أنت سمعته؟ قال: إي ورب الكعبة، (إي ورب الكعبة، إي ورب الكعبة)، فيهم رجل مُخْدَج اليد، أو مَثْدُون اليد، أحسبه قال: أو مُودَن اليد.

وقد رواه مسلم (٢) من حديث إسماعيل بن عُلَيّة وحمَّاد بن زيد كلاهما، عن أيوب، عن محمد بن المثنى، عن ابن أبي عدي، عن ابن عون كلاهما: عن محمد بن سيرين، عن عَبيدة، عن علي.

وقد ذكرناه من طرق متعددة تفيد القطع عند كثيرين عن محمد بن سيرين، وقد حلف (على) أنه سمعه من عبيدة، وحلف عبيدة أنه سمعه من علي [وحلف عليٌّ] أنه سمعه (٣) من رسول اللّه ، (وقد) قال (علي): لأنْ أخرَّ من السماء إلى الأرض أحبُّ إليَّ من أن أكذب على رسول اللّه .

[طريق أخرى]

قال عبد الله ابن (الإمام) أحمد (بن حنبل) (٤): حدَّثني إسماعيل أبو معمر، حَدَّثَنَا عبد اللّه بن إدريس، حَدَّثَنَا عاصم بن كليب، عن أبيه قال:

كنت جالسًا عند علي، إذ دخل رجل عليه ثياب السفر، فاستأذن على عليٍّ، وهو يكلّم الناسَ، فشُغل عنه، فقال علي: إني دخلت على رسول اللّه وعنده عائشة فقال [لي]: "كيف أنت وقوم (٥) كذا وكذا؟ "فقلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: فقال: "قوم يخرجون من قبل المشرق، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدِّين كما يمرقُ السهمُ من الرميَّةِ، فيهم رجل مُخْدجُ اليد كأن يديه ثدْيُ حَبَشيَّةٍ" أنشدكم باللّه هل أخبرتكم أنه فيهم؛ فذكر الحديث بطوله. ثم رواه عبد اللّه بن أحمد (٦) عن أبي خيثمة زهير بن حرب، عن القاسم بن مالك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن علي، فذكر نحوه وإسناده جيد [ولم يخرجوه].

طريق أخرى (٧)

قال الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي (٨): أخبرنا أبو القاسم الأزهري، أخبرنا علي بن عبد الرحمن


(١) في المسند: لنبأتكم.
(٢) صحيح مسلم (١٠٦٦) (١٥٤) في الزكاة.
(٣) في أ: سمع ذلك.
(٤) مسند الإمام أحمد (١/ ١٦٠).
(٥) في ط: ويوم.
(٦) مسند الإمام أحمد (١/ ١٦٠).
(٧) مكان اللفظة بياض في أ.
(٨) تاريخ مدينة السلام (١/ ٥٦١) (بتحقيق الدكتور بشار).