للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مُضْطَهَدَانِ، إِنْ تَكَلَّمَا قُهِرَا وَاضْطُهِدَا، وَيَلْعَنُ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَوَّلَهَا، أَلَا وَعَلَيْهِم حَلَّتِ اللَّعْنَةُ، حَتَّى يشربوا الْخَمْرَ عَلَانِيَةً، وَحَتَّى تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالْقَوْمِ، فَيَقُومَ إِلَيْهَا بَعْضُهُمْ، فَيَرْفَعَ بِذيْلِهَا كَمَا يُرْفَعُ بِذَنَبِ النَّعْجَةِ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ: أَلَا وَارَيْتَهَا وَرَاءَ حَائِطٍ. فَهُوَ يَوْمَئِذٍ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ، وَمَنْ أَمَرَ يَوْمَئِذٍ بِمَعْرُوفٍ، وَنَهَى عَنْ مُنْكَرٍ، فَلَهُ أجْرُ خَمْسِينَ مِمَّنْ رَآنِي وَآمَنَ بِي وَأَطَاعَنِي وَبَايَعَنِي" (١).

ذكر شرور تحدث في هذه الأمة في آخر الزمان وإن كان قد وجد بعضها في زماننا أيضًا

قال أبو عبد اللَّه ابن ماجه في كتاب الفتن من "سننه": حدَّثنا محمود بن خالد الدمشقي، حدَّثنا سليمان بن عبد الرحمن، أبو أيُّوب، عن ابن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد اللَّه بن عمر، قال: أقبل علينا رسول اللَّه فقال: "يا معشر المهاجرين، خمسُ خصال إذا ابتُليتُمْ بهن، وأعوذ باللَّه أن تدركوهُنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلِنُوا بهَا إِلَّا فَشَا فيهم الطاعون، والأوجاعُ التي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِم الَّذِينَ مَضَوْا، ولم يَنْقصُوا المكيال والميزان إِلَّا أُخِذُوا بالسنين، وشدة الْمَؤُونة، وجَوْر السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلَّا مُنعوا القَطْر من السماء، ولولا البهائمُ لم يُمْطَروا، ولم يَنْقُضُوا عهد اللَّه، وعهدَ رسوله، إلَّا سَلَّطَ اللَّه عليهم عَدُوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أَئِمَّتُهُمْ بكتاب اللَّه، ويتخيروا مما أنزل اللَّه إلَّا جعل اللَّه بأسهم بينهم". تفرّد به ابنُ ماجه، وفيه غرابه (٢).

وقال الترمذيّ: حدثنا صالح بن عبد اللَّه، حدثنا الفرَج بن فضَالة أبو فضالة الشامي، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن علي، عن عليّ بن أبي طالب قال: قال رسول اللَّه : "إذا فعلت أمتي خمس عشرة خَصلة حلَّ فيها البلاء" قيل: وما هي يا رسول اللَّه؟ قال: "إذا كان المَغْنَم دُوَلًا، والأمانة مَغْنَمًا، والزكاة مَغْرَمًا، وأطاع الرجلُ زَوْجَتَهُ، وعَقَّ أُمَّهُ، وبرِّ صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصواتُ في المساجد، وكان زعيمُ القوم أرذَلهم، وأُكْرِمَ الرجلُ مخافة شَرِّه، وشُرِبت الخَمْر، ولُبس الحرير، واتخِذت القينات، والمعازف، ولَعَن آخِرُ هذه الأمة أوَّلَهَا، فليرتقبوا عند ذلك ريحًا حمراء، أو خَسْفًا ومَسْخًا". ثمَّ قال الترمذيّ: هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث علي إلّا من هذا الوجه، ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاريّ غير الفرَج بن


(١) رواه الطبراني في "الكبير" (٧٨٠٧) و (٧٨٦٣) وقد لفق المصنف بين السندين، وعند الطبراني في آخره: وتابعني، بدل: بايعني، وإسناده ضعيف.
(٢) رواه ابن ماجه رقم (٤٠١٩) أقول: وهو حديث حسن بطرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>