للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فضالة، وفد تكلم فيه بعضُ أهل العلم من قِبَلِ حِفْظِهِ، وقد رَوَى عنه وكيعٌ، وغيرُ واحد من الأَئمّة (١).

وقال الحافظ أبو بكر البزّار: حدثنا محمد بن الحسين القيسي، حدثنا يُونُس بن أرقم، حدثنا إبراهيمُ بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن، عن زيد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جَدِّه، عن عليّ بن أبي طالب قال: صلى بنا رسول اللَّه صلاة الصبح، فلما صلى صلاته ناداه رجل: متى الساعة؟ فزبره رسول اللَّه وانتهره، وقال: "اسكت"، حتى إذا أسفر رفع طرْفه إلى السماء، فقال: "تبارك رافعُها، ومُدبّرها" ثم رَمَى ببصره إلى الأرض، فقال: "تبارك داحِيها، وخالقُها" ثم قال رسول اللَّه : "أين السائلُ عن الساعة؟ " فجثا الرجل على رُكبتيه، فقال: أنا بأبي وأمي سألتك، فقال: "ذلك عند حَيْف (٢) الأئمّة، وتصديق بالنجوم، وتكذيب بالقَدر، وحتى تُتَّخَذَ الأمانةُ مَغْنمًا، والصَّدَقَةُ مَغْرَمًا، والفاحِشَةُ زيادة، فعند ذلك يَهْلِكُ قومُك". ثم قال البزّار: لا نعرفُه إلا من هذا الوجه، ويونُس بن أرقم كان صادقًا، روى عنه الناس، وفيه شِيعيّة شديدة (٣).

ثم قال الترمذيّ: حدثنا عليّ بن حجر، حدثنا محمد بن يزيد، عن المستلم بن سعيد، عن رميح الجُذاميّ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "إذا اتُّخِذَ الفيْء دُولًا، والأمانةُ مَغْنَمًا، والزكاةُ مَغْرَمًا، وتُعُلِّم لغير الدين، وأطاع الرجل امرأته، وعقَّ أُمه، وأدنى صديقه، وأقصى أباه، وظهرت الأصواتُ في المساجد، وساد القبيلةَ فاسقُهم، وكان زعيمُ القوم أرذَلهم، وأُكْرِمَ الرجلُ مخافةَ شَرِّهِ، وظهرت القَيْنَاتُ (٤)، والمعازف، وشُربت الخمور، ولعن آخرُ هذه الأمة أوَّلهَا، فليرتقبُوا عند ذلك ريحًا حمراء، وخَسْفًا، ومَسْخًا، وقذفأ، وآياتٍ تَتَابع، كنظام (٥) بالٍ قُطع سِلكُه فتتابع". وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه (٦).

حدّثنا عبّاد بن يعقوب الكوفيّ، حدثنا عبد اللَّه بن عبد القُدُّوس، عن الأعمش، عن هلال بن يِسَافٍ، عن عمران بن حُصَيْن: أن رسول اللَّه قال: "في هذه الأمة خَسْفٌ، ومَسْخٌ، وفَذْفٌ" فقال رجل من المسلمين: ومتى ذلك يا رسول اللَّه؟ قال: "إذا ظهرت القِيَانُ، والمعازف، وشُرِبت الخمور". ثم قالا: هذا حديث غريب، ورُوي هذا الحديث عن


(١) رواه الترمذيّ رقم (٢٢١٠) وهو ضعيف كما أوما إليه الترمذيّ.
(٢) أي عند ظلم الأئمة.
(٣) رواه البزَّار في "مسنده" رقم (٥٠٧) وفي سنده مجاهيل.
(٤) أي المغنيات.
(٥) أي كعقد.
(٦) رواه الترمذيّ رقم (٢٢١١) وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>