للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا يكون انقضاء الدول في أواخرها، ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾ [الرعد: ١١].

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أحمد بن المبارك أبو عمرو المُسْتملي (١): الزاهد النَّيْسابوريّ، يلقَّب بحكمويه، العابد. سمع قُتَيبة، وأحمد، وإسحاق، وغيرَهم. واستملى الزاهد النِّيْسابوريّ على المشايخ ستًا وخمسين سنة.

وكان فقيرًا رثَّ الهيئة زاهدًا؛ دخل يومًا على أبي عثمان سعيد بن إسماعيل، وهو في مجلس التذكير، فبكى أبو عثمان، وقال للناس: إنَّما أبكاني رثاثة ثياب رجلٍ كبيرٍ من أهل العلم، أنا أجِلُّه عن أن أسفيه في هذا المجلس، فجعل الناس يُلقون الخواتم والدَّراهم والثياب، حتَّى اجتمع من ذلك شيء كثير بين يدي الشيخ أبي عثمان، فنهض عند ذلك أبو عَمرو المُسْتَملي، فقال: أيُّها النَّاس، أنا الذي قَصَدني الشيخُ بكلامه، ولولا أنِّي كرِهْتُ أن يُتَّهم بإثم لسترْتُ ما ستره. فتعجَّب أبو عثمان من إخلاصه، ثم أخذ أبو عمرو ذلك المجتمعَ بين يدي الشيخ، فما خرج من باب المسجد حتَّى تصدَّق بجميعه على الفقراء والمحاويج (٢)، .

كانت وفاته في جمادى الآخرة من هذه السنة.

إسحاق بن الحسن (٣): ابن ميمون بن سعد، أبو يعقوب الحَرْبي. سمع عفَّان، وأبا نُعَيْم، وغيرهما.

وكان أسنَّ من إبراهيم الحَرْبي بثلاث سنين (٤).

ولما توفي إسحاقٍ الحَرْبي نودي عليه بالبلد فقصد الناس داره للصلاة عليه، واعتقد بعض العامة أنه إبراهيم الحَرْبي، فجعلوا يقصدون داره فيقول له إبراهيم: ليس إلى هذا الموضع قصدتم، وغدًا تأتونه أيضًا، فما عمّر بعده إلا دون السنة، رحمهما الله.

إسحاق بن محمد، أبو يعقوب الزّهري، عمّر تسعين سنة، وكان ثقة صالحًا (٥).


(١) المنتظم (٥/ ١٧٣)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٧٣)، تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٤٤)، الوافي بالوفيات (٧/ ٣٠٢)، شذرات الذهب (٢/ ١٨٦).
(٢) المنتظم (٥/ ١٧٣)، وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٧٤).
(٣) المنتظم (٥/ ١٧٤)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤١٠)، العبر (٢/ ٧٣)، شذرات الذهب (٢/ ١٨٦).
(٤) سير أعلام النبلاء (١٣/ ٤١١).
(٥) المنتظم (٥/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>