للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: حملت بَغْلَةٌ ووضعَتْ مُهْرَة.

وفيها: صُلب الحسين بن منصور الحلاج (١) وهو حي أربعة أيام؛ يومين في الجانب الشرقي، ويومين في الجانب الغربي، وذلك في ربيع الأول منها.

وحجَّ بالناس الفضل بن عبد الملك الهاشميّ العباسيّ، أثابه اللّه وتقبَّل منه.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الأحوص بن المفضّل (٢): ابن غسان بن المفضل بن معاوية بن خالد بن غلاب، أبو أمية الغلابي، القاضي بالبصرة وغيرها، روى عن أبيه "التاريخ". استتر عنده مرّة ابنُ الفرات، فلمَّا أعيد إلى الوزارة ولاه قضاءَ البصرة والأهواز وواسط.

وكان عفيفًا نزهًا، فلمَّا نُكب ابنُ الفرات قبض عليه نائبُ البصرة فأودعه السجن، فلم يزل به حتى مات فيه.

قال ابن الجوزي (٣): ولا نعلم قاضيًا مات في السجن سواه.

عُبَيْد الله بن عبد اللّه بن طاهر (٤): ابن الحسين بن مصعب، أبو أحمد الخُزَاعي، ولي إمرة بغداد. وحدَّث عن الزُّبير بن بكَّار. وعنه: الصّولي، والطَّبرانيّ، وكان أديبًا فاضلًا، شاعرًا، ومن شعره (٥):

حقُّ التنائي بينَ أهلِ الهوى … تَكَاتُبٌ يُسْخِنُ عَيْنَ النَّوَى

وفي التَّدَاني - لا انقضَى عُمْرُهُ - … تَزَاورٌ يَشْفِي غَليلَ الجَوَى

وقد اتفق أنَّ جارية له كانت حظية عنده جدًّا، مرضت فاشتهت ثلجًا، فلم يوجد إِلَّا عند رجلٍ، فساومه الوكيل على رطلٍ منه، فامتنع من بيعه إِلَّا كُلّ رطلٍ بخمسة آلاف درهم، وذلك لعلم صاحب البضاعة بالحال. فرجع الوكيل ليشاوره، فقال: ويلك! اشتره (٦) ولو بما كان، فرجع، فقال له صاحبُ الثلج: لا أبيعه إِلَّا بعشرة آلاف، فاشتراه بعشرة آلاف. ثم اشتهت الجارية ثلجًا أيضًا، وذلك


(١) قتل الحلاج سنة ٣٠٩ هـ، وترجمته في حوادث تلك السنة.
(٢) تاريخ بغداد (٧/ ٥٠)، المنتظم (٦/ ١١٦).
(٣) المنتظم (٦/ ١١٦).
(٤) الأغاني (٩/ ٤٠)، تاريخ بغداد (١٠/ ٣٤٠)، المنتظم (٦/ ١١٧)، وفيات الأعيان (٣/ ١٢٠)، سير أعلام النبلاء (١٤/ ٦٢).
(٥) تاريخ بغداد (١٠/ ٣٤٢)، المنتظم (٦/ ١١٧).
(٦) في المنتظم: اشتره بأي ثمن كان.

<<  <  ج: ص:  >  >>