للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كعب القُرَظيّ، قال أبو ثابت: الكاهنان: قريظة والنضير.

وقد رُوي من وجه آخر مرسل: "يخرجُ من الكاهنين رجل أعلمُ الناسِ بكتابِ الله" (١).

وقد قالَ عَوْنُ بن عبد الله: ما رأيتُ أحدًا أعلم بتأويل القرآن من محمد بن كعب (٢).

ذكر الإخبار بانخرام قرنه بعد مئة سنة من ليلة إخباره فكانَ كما أخبرَ

ثبتَ في الصحيحين: من حديث الزهري، عن سالم وأبي بكر بن سُليمانَ بن أبي خيثمةَ، عن عبد الله بن عمر، قال: صلَّى بنا رسولُ الله صلاةَ العِشاء في ليلةٍ في آخر عُمُره، فلما سلَّمَ قامَ فقال: "أرأيتُمِ ليلَتكم هذه؟ فإنَّ على رأسِ مئةِ سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" (٣) قال عمر: فوَهَلَ النَّاسُ في مَقالةِ رسولِ الله ، إلى ما يتحدَّثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة، وإنما يُريد بذلك أنَّها تخرمُ ذلكَ القرنَ. وفي رواية: إنَّما أراد رسول الله انخرام قرنه.

وفي صحيح مسلم: من حديث ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، أنه سمعَ جابرَ بنَ عبد الله، يقول: سمعتُ رسولَ الله يقول قبل موته بشهر: "تسألوني عن السَّاعة، وإنَّما علمُها عند الله، فأقسم بالله ما على ظهر الأرض من نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ اليومَ، يأتي عليها مئةُ سنةٍ (٤).

وهذا الحديث وأمثالهُ مما يَحتجُّ به من ذهبَ من الأئمة إلى أن الخَضِرَ ليس بموجود الآن، كما قدَّمنا ذلك في ترجمته في قصص الأنبياء ، وهو نصٌّ على أن جميعَ الأحياء في الأرض يموتون إلى تمام مئة سنة من إخباره ، وكذا وقعَ سواء، فما نعلمُ تأخَّرَ أحدٌ من أصحابه إلى ما يُجاوز هذه المدة، وكذلك جميع الناس. ثم قد طردَ بعضُ العلماء هذا الحكمَ في كل مئة سنةٍ، وليسَ في الحديث تعرُّض لهذا، والله أعلم.

[حديث آخر]

قال محمَّدُ بن عمرَ الواقديّ: حدَّثني شُرَيْح بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد بن زياد الألْهاني، عن


(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير (٥/ ١٤) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٤٩٩) وهو مرسل ضعيف.
(٢) ذكره البيهقي في الدلائل (٦/ ٤٩٩).
(٣) رواه البخاري رقم (٦٠١). ومسلم رقم (٢٥٣٧) من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب .
(٤) رواه مسلم رقم (٢٥٣٨) من حديث جابر بن عبد الله .