للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرشيد الصوفي: كان يجلس بين يدي ابن العبادي (١) على الكرسي. كانت له شيبة حسنة، وسمت ووقار. وكان يواظب [على] حضور السماعات. فاتفق أنه مات وهو يرقص في بعض السماعات، رحمة (٢) الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ثلاث وستين وخمسمائة]

في صفر منها وصل (٣) شرف الدين أبو جعفر بن البلدي (٤) من واسط إلى بغداد، فخرج الجيش لتلقّيه والنقيبان والقاضي. ومشى الناس بين يديه إلى الديوان، فجلس في دست الوزارة، وقُرئ عهده، وكان يومًا مشهودًا، ولقب بالوزير شرف الدين، جلال الإسلام، معز الدولة، سيد الوزراء، صدر الشرق والغرب.

وفيها: أفسدت خفاجة في البلاد، ونهبوا القرى، فجُهِّز (٥) إليهم جيش من بغداد، فهربوا في البراري، فانحسر الجيش عنهم، خوفًا من العطش، فكرّوا على الجيش، فقتلوا منهم خلقًا، وأسروا آخرين، وكان قد أسر منهم الجيش (٦) خلقًا، فصُلبوا على الأسوار.

وفي شوال منها (٧) وصلت امرأة الملك نور الدين محمود بن زنكي إلى بغداد، تريد أن تحج (٨) من هناك. وهي الست عصمة الدين خاتون بنت معين الدين أُنر، [فتلقّاها الجيش] (٩)، ومعهم (١٠) صندل الخادم، وحُملت لها الإقامات (١١)، وأُكرمت غاية الإكرام.

وفيها: مات قاضي قضاة بغداد جعفر ابن الثقفي، فشغر البلد عن حاكم ثلاثة (١٢) وعشرين


(١) وقد تقدمت ترجمته في حوادث سنة ٥٤٧ من هذا الجزء.
(٢) ليست رحمه الله تعالى في ط.
(٣) آ: دخل.
(٤) هو شرف الدين أبو جعفر محمد بن أبي الفتح بن البلدي توفي سنة ٥٦٦. له ترجمة في سنا البرق الشامي (١/ ١٠٠) والعبر (٤/ ١٩٢) والفخري (٢٥٦ - ٢٥٧).
(٥) ط: فخرج.
(٦) ط: الجيش منهم.
(٧) عن ط وحدها.
(٨) ط: تريد الحج.
(٩) ليس في ب.
(١٠) ب، ط: وفيهم.
(١١) ط: الإمامات، ولم أصل فيها إلى رأي.
(١٢) آ، ط: ثلاثًا، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>