للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من القوم، لا طويلٌ ولا قصير، أحسنَ الناس لونًا، يُقبل معًا ويُدبر معًا، لم أرَ مثلَه ولم أسمع بمثله (١).

وقال الحافظ أبو بكر البيهقيّ: أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، حَدَّثَنَا أبو الحسن المحمودي المروزي، حَدَّثَنَا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ، حَدَّثَنَا محمد بن المثنى، حَدَّثَنَا عثمان بن عمر، حَدَّثَنَا حرب بن سُريج، صاحب الحلواني، حدَّثني رجل من بلعدويه، حدَّثني جدّي، قال: انطلقت إلى المدينة أذكر الحديث في رؤية رسول الله، قال: فإذا رجل حسن الجسم، عظيم الجمة، دقيق الأنف، دقيق الحاجبين، وإذا من لدن نحره إلى سرته كالخيط الممدود شعره، ورأيتُه بينَ طِمرين، فدنا مني وقال: السلام عليك (٢).

ذكر شَعْره

قد ثبت في الصحيحين (٣) من حديث الزُّهري، عن عُبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كان رسولُ الله يُحبُّ موافقةَ أهل الكتاب فيما لم يُؤمر فيه بشيء، وكان أهلُ الكتاب يَسْدِلون أشعارَهم، وكان المشركون يَفرِقون رؤوسهم، فسدلَ رسولُ الله ، ثم فرَقَ بعد.

وقال الإمام أحمد (٤): حَدَّثَنَا حمَّاد بن خالد، حَدَّثَنَا مالك، حَدَّثَنَا زيادُ بن سعد، عن الزهري، عن أنس؛ أن رسول الله سدلَ ناصيتَه ما شاء أن يَسْدِلَ، ثم فرَقَ بعد. تفرد به من هذا الوجه.

وقال محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروةَ، عن عائشة، قالت: أنا فرقتُ لرسول الله رأسَه، صدعتُ فَرْقه عن يافوخه، وأرسلتُ ناصيتَه بين عينيه. قال ابن إسحاق: وقد قال محمد بن جعفر بن الزبير، وكان فقيهًا مسلمًا: ما هي إِلَّا سيماءُ من سيماءَ الأنبياءَ تمسكت بها النصارى من الناس.

وثبت في الصحيحين، عن البراء، أن رسول الله كان يضربُ شعرُه إلى منكبيه (٥).

وجاء في الصحيح عنه (٦) وعن غيره: إلى أنصاف أذنيه.


(١) الطبقات الكبرى؛ لابن سعد (١/ ٤١٥).
(٢) دلائل النبوة (١/ ٢٤٨) وإسناده تالف لجهالة من بعد حرب بن سريج. وينظر مجمع الزوائد (٨/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٣) رواه البخاري في صحيحه رقم (٥٩١٧) في اللباس، ومسلم في صحيحه رقم (٢٣٣٦) في الفضائل.
(٤) رواه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٢١٥) وإسناده صحيح.
(٥) دلائل النبوة؛ للبيهقي (١/ ٢٢٦) وحديث عائشة أخرجه أبو داود في سننه رقم (٤١٨٩) في الترجل. وهو حديث صحيح.
و"السيماء": العلامة.
(٦) رواه البخاري في صحيحه (٣٥٥١) وهي رواية شعبة عن أبي إسحاق عن البراء.