للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ﴾ [فاطر: ١٠] وفي النفي ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: ١١] ﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥].

[ثم دخلت سنة سبع وستمئة]

ذكر الشيخ [شهاب الدين (١) في الذيل] (٢) أن في هذه السنة تمالأت ملوك الجزيرة: صاحب الموصل وصاحب سنجار وصاحب إِربل و [معهم ابن أخيه] الظاهر صاحب حلب وملك الروم أيضًا، على مخالفة العادل ومنابذته ومقاتلته واصطلام الملك من يده، وأن تكون الخطبة [في بلادهم بذلك] للملك كيخسرو بن قلج أرسلان صاحب الروم، وأرسلوا إِلى الكرج ليقدموا لحصار خلاط، [وأخذها من يد] (٣) الملك الأوحد [نجم الدين أيوب، بن العادل، ووعدهم النصر والمعاونة عليه.

قلت: وهذا بغي وعدوان ينهى اللّه عنه، فأقبلت الكرج في ملكهم (٤) إِيواني فحاصروا خَلاط فضاق بهم الأوحد ذرعًا وقال: هذا يوم عصيب، فقدر اللّه تعالى أن في يوم الإثنين تاسع عشر ربيع الآخر اشتد حصارهم للبلد وأقبل ملكهم إِيواني (٥) وهو راكب على جواده وهو سكران فسقط به جواده في بعض الحفر التي قد أعدت مكيدة حول البلد، فبادر إِليه رجال البلد فأخذوه أسيرًا حقيرًا، فأسقط في أيدي الكرج، فلما أوقف بين يدي الأوحد أطلقه ومنَّ عليه [وأكرمه] وأحسن إِليه، وفاداه على مئتي ألف دينار وألفي أسير من المسلمين، وتسليم إِحدى وعشرين قلعة متاخمة لبلاد الأوحد، وأن يزوج ابنته من أخيه الأشرف موسى، وأن يكون عونًا له على من يحاربه (٦)، فأجابه إِلى ذلك كله وأُخذت الأيمان (٧) منه بذلك وبعث الأوحد إِلى أبيه (٨) يستأذنه في ذلك كله والعادل (٩) نازل بظاهر حرّان في أشد حيرة (١٠) مما قد داهمه من هذا الأمر الفظيع، فبينما هو كذلك إِذ أتاه هذا الخبر والأمر الهائل [والتدبير] من اللّه العزيز الحكيم،


(١) في ط: أبو شامة.
(٢) ذيل الروضتين (٧٥).
(٣) ما بين الحاصرتين في ط: وفيها.
(٤) ط: بملكهم.
(٥) في ذيل الروضتين إِيوائي. كذا في التاريخ المنصوري (٢١٩ و ٢٢٠).
(٦) أ، ب: حاربه.
(٧) ط: فأخذت منه الأيمان.
(٨) أ، ب: ابنه. وهو تحريف.
(٩) ط: وأبوه.
(١٠) ط: أشدّ حد.

<<  <  ج: ص:  >  >>