للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أجرى المهدي الأرزاق في سائر الأقاليم والآفاق على المجذومين والمحبوسين؛ وهذه مثُوبةٌ عظيمة، ومكْرُمةٌ جَسيمة.

وفيها حجَّ بالناس إبراهيم بن جعفر بن المنصور.

[وفيها توفي من الأعيان]

إبراهيم بن أدهم (١): أحدُ مشاهيرِ العُبَّاد، وأكابر الزُّهَّاد، كانتْ له همَّةٌ عاليةٌ في ذلك، . فهو إبراهيمُ بن أدهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي، ويُقال له العِجْلي؛ أصْلُهُ من بَلْخ، ثم سكن الشام، ودخل دمشق، وروى الحديثَ عن أبيه، والأعمش، ومحمد بن زياد صاحبِ أبي هريرة، وأبي إسحاق السَّبِيعي، وخَلْق. وحدَّث عنه خَلْق، منهم بقِيَّة، والثوري، وأبو إسحاق الفَزَاري، ومحمد بن حِميَر؛ وحكى عنه الأوزاعي.

وروى ابن عساكر (٢) من طريق عبدِ اللَّه بن عبد الرحمن الجزري، عن الثوري، عن إبراهيم بن أدهم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: دخلتُ على رسولِ اللَّه وهو يُصلِّي جالسًا فقلت: يا رسولَ اللَّه، إنَّكَ تُصَلّي جالسًا، فما أصابك؟ قال: "الجوعُ يا أبا هريرة"؟ قال: فبكَيْت، فقال: "لا تبكْ، فإنَّ شدَّةَ يومِ القيامةِ لا تُصيبُ الجائعَ إذا احتَسَبَ في دارِ الدُّنيا" (٣).

ومن طريق بقيَّة، عن إبراهيم بن أدهم: حدّثني أبو إسحاق الهمداني، عن عمارة بن غَزِيَّة، عن أبي هريرة، قال: قال رسولُ اللَّه : "إنَّ الفتنة تجيءُ فتنسِفُ العبادَ نسفًا، وينجو العالِم منها بعِلْمِه" (٤).


(١) ترجمته في التاريخ الكبير (١/ ٢٧٣)، الجرح والتعديل (٢/ ٨٧)، طبقات الصوفية ص (٢٧)، حلية الأولياء (٧/ ٣٦٧، و ٨/ ٣)، الرسالة القشيرية (١/ ٥٤)، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر (٦/ ٢٧٧)، صفة الصفوة (٤/ ١٥٢)، المختار من مناقب الأخيار لابن الأثير (١/ ٢١٢)، الأنساب (٢/ ٢٨٤)، مختصر تاريخ ابن عساكر (٤/ ١٧)، تهذيب الكمال (٢/ ٢٧)، سير أعلام النبلاء (٧/ ٣٨٧)، مرآة الجنان (١/ ٣٤٩)، الوافي بالوفيات (٥/ ٣١٨)، فوات الوفيات (١/ ١٣)، طبقات الأولياء ص (٥)، تقريب التهذيب ص (٨٧)، تهذيب التهذيب (١/ ١٠٢)، طبقات الشعراني (١/ ٦٩)، شذرات الذهب (١/ ٢٥٥)، الأعلام (١/ ٣١).
(٢) في تاريخ مدينة دمشق (٦/ ٢٧٨).
(٣) وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٧/ ١٠٩) و (٨/ ٤٢) وقال: غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث ابن عيسى عن الجزري.
(٤) أخرجه ابن عساكر (٦/ ٢٧٩)؛ وأخرجه أيضًا أبو نعيم في الحلية (٨/ ٤١) وقال: غريب من حديث أبي إسحاق الهمداني وإبراهيم بن أدهم، لم نكتبه إلا من حديث عطية عن أبيه بقية. وأخرجه القضاعي في مسنده الشهاب (٢/ ١٣٩) (١٠٥٦)؛ والقزويني في التدوين في أخبار قزوين (٢/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>