للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه البيهقيّ في "الدلائل" (١) من حديث يحيى بن أبي زائدة، عن مجالد به نحوه، وزاد بعد قولهم لأصحابه: لم تقاتلون في الشهر الحرام؟!: فقالوا: نقاتل في الشهر الحرام من أخرجنا من البلد الحرام (٢).

ثم رواه (٣) من حديث أبي أسامة، عن مجالد، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك، عن سعد بن أبي وقّاص، فذكر نحوه، فأدخل بين سعد وزياد قطبة بن مالك، وهذا أنسب، واللَّه أعلم.

وهذا الحديث يقتضي أنّ أول أمراء السّرايا عبد اللَّه بن جحش الأسديّ، وهو خلاف ما ذكره ابن إسحاق، أنّ أول الرايات عقدت لعبيدة بن الحارث بن المطلب (٤)، وللواقديّ (٥) حديث زعم أنّ أول الرايات عقدت لحمزة بن عبد المطلب، واللَّه أعلم.

باب سريّة عبد اللَّه بن جحش التي كانت سببًا لغزوة بدر العظمى، وذلك يوم الفرقان يوم التقى الجمعان، واللَّه على كلّ شيء قدير

قال ابن إسحاق (٦): وبعث رسول اللَّه عبد اللَّه بن جحش بن رئاب الأسديَّ في رجب مقفله من بدر الأولى، وبعث معه ثمانية رهط من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، وهم؛ أبو حذيفة بن عتبة، وعكّاشة بن محصن بن حرثان، حليف بني أسد بن خزيمة، وعتبة بن غزوان، حليف بني نوفل، وسعد بن أبي وقّاص الزّهريّ، وعامر بن ربيعة الوائليّ، حليف بني عديّ، وواقد بن عبد اللَّه بن عبد منافٍ بن عرين بن ثعلبة بن يربوع التّميميّ، حليف بني عديّ أيضًا، وخالد بن البكير أحد بني سعد بن ليث، حليف بني عديّ أيضًا، وسهيل بن بيضاء الفهريّ، فهؤلاء سبعة ثامنهم (٧) أميرهم عبد اللَّه بن جحش، .


(١) انظر "دلائل النبوة" (٣/ ١٤).
(٢) وهي كذلك في "المسند" للإمام أحمد (١/ ١٧٨).
(٣) يعني البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ١٥).
(٤) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (٢/ ٥٩٥) و"تاريخ الطبري" (٢/ ٤٠٥).
(٥) انظر "الطبقات الكبرى" لابن سعد (٢/ ٦).
(٦) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٦٠١ - ٦٠٢).
(٧) كذا في (أ) و (ط) وهو خطأ من المؤلف ، وذلك أنه ذكرهم ثمانية وعدَّهم سبعة؛ فإن ابن إسحاق أدخل في أسماء الثمانية بعد أبي حذيفة بن عتبة، عبدَ اللَّه بن جحش، فمجموع من ذكرهم ابن إسحاق تسعة، فلما ذكرهم المصنِّف دون أميرهم عبد اللَّه، حسب أن الباقي سبعة، ظنًّا منه أن مجموع من ذكرهم ابن إسحاق ثمانية، لذلك أتى المؤلف برواية ابن إسحاق القادمة ليبيِّن الاضطراب الحادث بين الروايتين -في ظنّه- فقال: "فاللَّه أعلم".