للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقدم الحُجَّاح من خراسان إلى بغداد، فاعتذر إليهم مؤنس الخادم بأن القرامطة قد قصدوا حجاج مكة، فرجعوا، ولم يتهيأ الحَجُّ تلك السنة من ناحية العِراق بالكلِّية.

وفي ذي القَعْدَة عَزَلَ الخليفة وزيرَه أبا العَبَّاس الخَصِيبي بعد سنة وشهرين، وأمر بالقَبْض عليه وحَبْسه؛ وذلك لإهماله أمر الوِزارة، والنظر في المصالح؛ وذلك لاشتغاله بالخَمْر في كلِّ ليلة، فيصبح مخمورًا لا عقل له، وقد وكل الأمور إلى نوابه، فخانوه وعملوا مصالحهم، وولَّى مكانه أبا القاسم عبيد الله بن محمد الكَلْوَذاني نيابةً عن عليِّ بن عيسى، حتى يَقْدَمَ، ثم أرسل في طلب عليِّ بن عيسى وهو في دمشق، فقدم بغداد في أُبهة عظيمة، فنظر في المصالح العامة والخاصة، وَرَدَّ الأمورَ إلى السَّداد، وتمهدت القواعد، واستدعى بالخَصيبي فتهدَّده ولامَه وناقَشَه على ما كان يعتمده ويفعله في خاصَّة نفسه (١) وفي الأمور العامة، وذلك بحَضْرَة القُضَاة والأعيان، ثم رَدَّه إلى السجن.

وفيها أخذ نَصْر بن أحمد السَّاماني الملقَّب بالسَّعيد (٢) بلاد الرَّي وسكنها إلى سنة ست عشرة [وثلاثمئة] (٣).

وفيها غزتِ الصَّائفة من بلاد طَرَسُوس بلاد الرُّوم، فغنموا وسَلِموا.

ولم يحجَّ ركب العراق خوفًا من القرامطة لعنهم اللّه.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

سَعْد النُّوبي (٤) صاحب باب النُّوبي (٥) من دار الخلافة ببغداد.

توفي في صفر من هذه السنة، وأقيم أخوه مقامه في حِفْظ هذا الباب الذي صار يُنْسب بعده إليه.

ومحمد بن محمد الباهلي (٦).

ومحمد بن عمر بن لُبَابة القُرْطُبي (٧).


(١) في (ط): من معاصي اللّه ﷿.
(٢) في النسخ الخطية: السعد، وهو تصحيف. وسترد ترجمته في أحداث سنة (٣٣١ هـ).
(٣) ما بين حاصرتين من (ط).
(٤) المنتظم (٦/ ٢٠٣).
(٥) كان على الجانب الشرقي من بغداد، وفيه العتبة التي كانت تقَبِّلُها الملوك والرسل. صبح الأعشى (٤/ ٣٣١).
(٦) كان محدثًا ثقة زاهدًا. ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٩٥).
(٧) في (ط) القرمطي، وهو تحريف شنيع، وكان ابن لبابة شيخ المالكية في عصره، انتهت إليه الإمامة في المذهب. ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٤٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>