للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وكانت وفاة] (١) محمد بن ناصر ليلة الثلاثاء الثامن عشر من شعبان [من هذه السنة] (٢)، عن ثلاث وثمانين سنة، وصلّي عليه مرات، ودفن بباب حرب .

مُجَلِّي (٣) بن جُمَيع بن نجا، أبو المعالي المخزومي الأرسوفي ثم المصري (٤)، قاضيها: الفقيه الشافعي.

مصنف "الذخائر" في المذاهب، وفيها غرائب كثيرة، وهي من الكتب المفيدة، (٥).

[ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وخمسمائة]

في المحرم منها (٦) دخل السلطان سليمان شاه بن محمد بن ملكشاه [بن ألب أرسلان السلجوقي] (٧) إلى بغداد، وعلى رأسه الشمسة (٨)، فتلقاه الوزير ابن هبيرة، وأدخله على الخليفة، فقبّل الأرض، وحلّفه (٩) على الطاعة، وصفاء النية والمناصحة والمودة، وخلع عليه خلع الملوك، وتقرّر أن للخليفة


= ناصر في الجرح والتعديل أيضًا عرف عترسته وتعسفه بعض الأوقات. ثم تقول: فإذا قال قائل إن هذا وقوع في الناس، دلَّ على أنه ليس بمحدث ولا يعرف الجرح من الغيبة، فالرجل قال قوله وما تعرض لا إلى جرح ولا غيبة حتى تلزمه بشيء ما قاله، وقد علم العالمون بالحديث أنه أعلم منك بالحديث، والطرق، والرجال، والتاريخ، وما أنت وهو بسواء، وأين من أفنى عمره في الرحلة والفن خاصة وسمع من أربعة آلاف شيخ، ودخل الشام والحجاز والعراق والجبال وخراسان وما وراء النهر وسمع في أكثر من مئة مدينة وصنف التصانيف الكثيرة إلى من لم يسمع إلا ببغداد ولا روى إلا عن بضعة وثمانين نفسًا؟! فأنت لا ينبغي أن يطلق عليك اسم الحفظ باعتبار اصطلاحنا بل باعتبار أنك ذو قوة حافظة وعلم واسع وفنون كثيرة واطلاع عظيم، فغفر الله لنا ولك. ثم تنسبه إلى التعصب على الحنابلة وإلى سوء القصد، وهذا والله ما ظهر لي من أبي سعد، بل والله عقيدته في السنة أحسن من عقيدتك، فإنك يومًا أشعري ويومًا حنبلي، وتصانيفك تنبئ بذلك، فما رأينا الحنابلة راضين بعقيدتك ولا الشافعية. وقد رأيناك أخرجت عدة أحاديث في الموضوعات ثم في مواضع أخر تحتج بها وتحسِّنها، فخلنا مساكتة! (تاريخ الإسلام ١١/ ٩٩٢ - ٩٩٣) قال بشار: كلام الذهبي هذا كلام رجل منصف فقد أنصف الرجلين!.
(١) ط: توفي.
(٢) ط: منها.
(٣) ضبط الاسم في وفيات الأعيان: مجلي بن جُمَّيْع. وفي مرآة الزمان: محلى، وما هنا عن العبر.
(٤) ترجمته في وفيات الأعيان (٤/ ١٥٤ - ١٥٨) والعبر (٤/ ١٤١) وتاريخ الإسلام (١١/ ٩٩٨) ومرآة الجنان (٣/ ٢٩٧).
(٥) ليست جملة الترحم في ط.
(٦) ليس في ط، وجاءت في ب في أول الجملة.
(٧) ليس في ط.
(٨) في ط: "الشمسية"، وهو تحريف.
(٩) آ: وكلفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>