للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حديث آخر]

قال الإمام أحمد (١): حدَّثنا حجاج، حدَّثنا ليث، حدَّثني عقيل، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن العاص أخبره، أن عائشة زوج النبي وعثمان حدَّثاه: أن أبا بكر استأذن على النبي وهو مضطجعٌ على فراشه لابسٌ مرطَ (٢) عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف، فاستأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحالة فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال: "اجمعي عليك ثيابك" فقضيت إليه حاجتي ثم انصرف، فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟ فقال رسول اللّه : "إن عثمان رجل حييٌّ، وإني خشيتُ إن أذنتُ له على تلك الحالة ألا يبلغ إليَّ حاجته" قال (الليث): وقال جماعة الناس: إنَّ رسول اللّه قال لعائشة: "ألا أستحي ممن تستحي منه [ملائكة الرحمن". ورواه مسلم (٣) من حديث الليث بن سعد به، ومن حديث صالح بن كيسان، عن الزهري به]؟. ورواه مسلم (٤) من حديث محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان بن يسار (عن) أبي سلمة، عن عائشة. ورواه أبو يعلى الموصلي من حديث سهيل، عن أبيه، عن عائشة. ورواه جبير بن نفير وعائشة بنت طلحة عنها.

وقال الإمام أحمد (٤): حدَّثنا مروان، حدَّثنا عبد اللّهْ (٥) بن سيَّار (٦): سمعت عائشة بنت طلحة تذكر، عن عائشة أم المؤمنين: أن رسول اللّه كان جالسًا كاشفًا عن فخذه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حاله، ثم استأذن عثمان فأرخى عليه ثيابه، فلما قاموا قلتُ: يا رسولَ الله استأذنَ عليكَ أبو بكرٍ وعمرُ فأذنتَ لهما وأنتَ على حالك، فلما استأذن عليك عثمان أرخيتَ عليكَ ثيابكَ. فقال: "يا عائشةُ ألا أستحي من رجل -واللّه- إن الملائكة لتستحي منه؟ ". تفرد به أحمد من هذا الوجه.

طريق أخرى عن حفصةَ

رواه الحسن بن عرفة، وأحمد بن حنبل (٧)، عن روح بن عبادة (عن ابن جريج)؛ أخبرني أبو خالد


(١) مسند الإمام أحمد (١/ ٧١) وهو حديث صحيح.
(٢) "المرط": الثوب من الصوف أو الخز. اللسان (مرط).
(٣) صحيح مسلم (٢٤٠٢) في فضائل الصحابة، وبالطريق الثانية (٢٤٠٢) في فضائل الصحابة.
(٤) مسند الإمام أحمد (٦/ ٦٢) وبهذا السند أيضًا في تاريخ دمشق (٨١ - ٨٢) مجلد عثمان.
(٥) في تاريخ دمشق: "عبيد اللّه" خطأ، وتنظر ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري (٥/ ١١٠)، والجرح والتعديل (٥/ ٧٦)، وثقات ابن حبان (٧/ ١٧).
(٦) في أ: سيار؛ تحريف.
(٧) مسند الإمام أحمد (٦/ ٢٨٨) ولهذه الرواية طرق متعددة في تاريخ دمشق (٨٣ - ٨٤).