للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعيد، عن قتادةَ، عن أنس، قال: قال رسولُ الله : "يَجْتَمعُ المؤْمنُونَ يومَ القِيَامةِ، فيُهمّون بذلك، أو يُلهمُونَ ذَلِكَ … " بمثل حديث أبي عَوانةَ، وقال في الحديث: "ثمَّ آتيهِ الرَّابعةَ، أو أعود الرَّابعَةَ، فأقُولُ: يا رَبِّ، ما بَقِيَ إلَّا منْ حَبَسَهُ القُرآنُ" (١).

[طريق أخرى عنه]

قال أحمد: حدّثنا عَفَّانُ، حدّثنا هَمَّام، حدّثنا قَتادةُ، عن أنسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ ، قال: "يُحْبسُ المُؤْمنونَ يَوْمَ القِيَامةِ فيُهمُّون لِذَلك، فيقولُونَ: لو استَشْفَعْنا على رَبِّنا فيُرِيحَنَا منْ مَكانِنَا هَذَا؟ "قال: "فيأتُون آدَمَ، فيقُولُونَ: أنْتَ أبُونَا، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ، وأسْجدَ لكَ مَلائكَتَهُ، وعَلَّمَكَ أسْماءَ كلِّ شَيْءٍ، فَاشْفَعْ لَنا عِنْدَ رَبِّكَ" قال: "فَيَقُولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ويَذْكُرُ خَطيئتَهُ التي أصَابَ: أكْلَهُ منَ الشّجَرَةِ، وقدْ نُهيَ عَنْها، وَلَكن ائتُوا نُوحًا أوَّلَ نَبيٍّ بَعَثَهُ اللهُ إلى أهْلِ الأرْض" قال: "فَيَأْتُونَ نُوحًا، فيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، ويذْكُرُ خطيئته، سُؤاله رَبّهُ ما ليس له به عِلْم، ولكن ائتُوا إبْرَاهيمِ خَليلَ الرَّحمن. فيأْتُونَ إبراهيمَ، فيقولُ: لَسْتُ هُنَاكُمْ، ويَذْكُرُ خَطيئَتَهُ الّتي أَصَابَ: ثَلاثَ كذَباتٍ كَذبَهُنَّ: قولَهُ: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ وقولَه: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ وأتى على جَبَّارٍ مُتْرفٍ، ومَعهُ امْرَأتهُ، فقال: أخْبريهِ أنِّي أخُوكِ، فإنِّي مُخْبرُهُ أنّكِ أُخْتي، ولكن ائتُوا مُوسى عبدًا كَلَّمَهُ اللهُ تَكْليمًا، وأعْطاهُ التَوْراة" قال: "فيأتُونَ مُوسى فيقول: لَسْتُ هُنَاكُمْ، وَيَذْكُرُ خَطيئته الّتي أصَابَ: وهي قَتْلهُ الرَّجُلَ، وَلكن ائتُوا عِيسَى عَبْدَ اللهِ وَرَسُولَهُ، وكَلِمة اللهِ وَرُوحَهُ" قالَ: "فَيأتُونَ عِيسَى، فيَقُولُ: لَسْتُ هُناكُمْ، وَلَكن ائتُوِا مُحمَّدًا عبدًا غُفِرَ لهُ ما تَقَدَّمَ منْ ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ" قال: "فيَأْتُوني، فأسْتأذنُ على رَبِّي ﷿ في دارِهِ فيُؤذَنُ لي عَلَيْهِ، فإذا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللهُ أنْ يَدَعَني، ثمَّ يَقُولُ: ارفع رأسك يا محمد، وَقُلْ تُسْمعْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ، فَأحْمَدُ رَبِّي ﷿ بِثَنَاءٍ، وتَحْميدٍ يُعَلِّمُنيهِ، ثمَّ أشْفَعُ، فَيَحُدُّ لِي حَدًّا، فأُخْرِجُهُمْ، فأُدْخِلُهُم الجَنَّةَ" وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "فأُخْرِجُهُمْ منَ النَّارِ وَأُدْخِلهُم الجَنَّةَ" قالَ: "ثمَّ أَسْتَأْذنُ على رَبِّي ﷿ الثَّانيَةَ، فَيُؤذَنُ [لي] عَلَيْهِ، فإذا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا، فَيَدَعُني ما شَاءَ اللهُ أنْ يَدَعَني، ثمَّ يَقُولُ: [ارفع رأسَك] يا محمد، وقلْ تُسمع، واشْفَعْ تُشفّعْ، [وسَلْ تُعْطَ" قال: "فأرْفَعُ رَأْسي، وأحمد رَبي بِثَنَاءٍ، وتَحْميدٍ يُعَلِّمُنيهِ، ثمَّ أشْفَعُ] فَيَحُدُّ لي حَدًّا، [فأُخْرِجُهُمْ]، فأُدْخِلُهُم الْجنَّةَ".

قال هَمَّامٌ: وَسَمعْتُهُ يَقُولُ: "فأُخْرِجُهُمْ منَ النَّارِ، فأُدْخِلُهُم الْجنَّةَ" قال: "ثُمَّ أسْتاذِنُ على رَبِّي ﷿ الثالثةَ، فإذا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجدًا، فيَدَعُني ما شاءَ اللهُ أنْ يَدَعني، ثُمَّ يَقُولُ: ارفَعْ مُحمَّدُ


(١) رواه البخاري (٦٥٦٥) ومسلم (١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>