للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسين بن واقد، عن أبي إسحاق، عن البراء في قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ﴾. قال: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا محمد إنّ حَمْدي زَيْنٌ، وذمّي شَيْنٌ. فقال: "ذاك الله ﷿".

وهذا إسناد جيد متصل.

وقد روي عن الحسن البصري وقتادة مرسلًا عنهما.

وقد وقع تسمية هذا الرجل، فقال الإمام أحمد (١): حدّثنا عفان، حدّثنا وُهَيْب، حدّثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن الأقرع بن حابس، أنه نادى رسول الله فقال: يا محمد يا محمد، وفي رواية يا رسول الله، فلم يجبه. فقال: يا رسول الله، إن حمدي لزَيْنٌ، وإن ذَمّي لشَيْنٌ. فقال: "ذاك الله ﷿".

حديثٌ في فَضْلِ بني تَميمٍ

قال البخاري (٢): حدّثنا زهير بن حرب، حدّثنا جرير، عن عُمارة بن القعقاع، عن أبي زُرْعة، عن أبي هريرة. قال: لا أزال أحبّ بني تميم بعد ثلاثٍ سمعتُهنّ من رسول الله يقولها فيهم: "هم أشَدُّ أُمّتي على الدّجّال"، وكانت فيهم سبيَّة عند عائشة فقال: "أعتقيها فإنّها من ولد إسماعيل"، وجاءت صدقاتُهم فقال: "هذه صدقاتُ قوم -أو قومي-".

وهكذا رواه مسلم (٣)، عن زهير بن حرب.

وهذا الحديث يردُّ على ما ذكره صاحب الحماسة وغيره من شعر من ذمهم حيث يقول: [من الطويل]

تَميمٌ بطُرقِ الُّلؤْمِ أهْدَى مِنَ القَطَا … وَلَوْ سَلَكَتْ طُرْقَ الرَّشَادِ لَضَلتِ

وَلَوْ أنَّ بُرغُوثًا عَلَى ظَهْرِ قَمْلَةٍ … رَأَتْهُ تَميمٌ مِنْ بَعِيدٍ لَوَلَّتِ

وفْد بَني عَبْدِ القَيْسِ

ثم قال البخاري (٤) بعد وفد بني تميم: باب وفد عبد القيس. حدّثنا إسحاقْ (٥) حدّثنا أبو عامر


(١) مسند الإمام أحمد (٣/ ٤٨٨)، (٦/ ٣٩٣)، وإسناده ضعيف، لانقطاعه أبو سلمة لم يثبت سماعه من الأقرع.
(٢) صحيح البخاري رقم (٤٣٦٦).
(٣) صحيح مسلم رقم (٢٥٢٥) في فضائل الصحابة.
(٤) صحيح البخاري (٤٣٦٨) وانظر طبقات ابن سعد (١/ ٣١٤ - ٣١٥).
(٥) في أ و ط "أبو إسحاق" وأثبتنا ما في البخاري وانظر تهذيب الكمال (٢/ ٣٧٣).