للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روى البخاري في "صحيحه" (١) عن معاوية أنه كان يقول في كعب الأحبار: وإنْ كُنَّا لنَبْلُوَ عليه [الكذب] (٢)، أي فيما ينقله؛ لا أنه يتعمد ذلك. واللَّه أعلم.

ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم، ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة أو يُكذِّبه، ويبقى الباقي مما لا يصدَّق ولا يكذب، وباللَّه المستعان، وعليه التُّكلان.

قال البخاري: حدَّثنا قتيبة، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن القُرشي، عن أبي الزناد، عن الأعرجِ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه : "لمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ كَتَبَ في كتابِهِ، فهوَ عِنْدهُ فوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمتي غَلَبتْ غَضَبي" (٣). وكذا رواه مسلم، والنسائي عن قتيبة به (٤).

ثم قال البخارى (٥):

* * *

باب (٦) ما جاء فى سبع أرضين

وقوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ


(١) رواه البخاري كما في الفتح (١٣/ ٢٨٢) في الاعتصام، باب قول النبي لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء، بلفظ: وإن كنا مع ذلك لنبلو عليه الكذب.
(٢) من ط، وهو موافق لرواية البخاري.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٣١٩٤)، في بدء الخلق: باب ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ﴾ وقد أورده البخاري أيضًا من طرق عن أبي هريرة (٧٤٠٤)، في التوحيد: باب قول اللَّه تعالى: ﴿وَيُحَذرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ﴾، و (٧٤٢٢) باب: ﴿وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾ ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾، و (٧٤٥٣) باب: قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ﴾ و (٧٥٥٣) باب: قوله اللَّه تعالى: ﴿بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ﴾.
(٤) مسلم في صحيحه (٢٧٥١)، في التوبة: باب في سعة رحمة اللَّه تعالى وأنها سبقت غضبه، وفيه: "إن رحمتي تغلب غضبي" والنسائي في الكبرى (٧٧٥٠). وأخرجه -من طرق- ابن ماجه (١٨٩) في المقدمة: فيما أنكرت الجهمية و (٤٢٩٥) في الزهد: باب (٣٥) ما يرجى من رحمة اللَّه يوم القيامة، وأحمد في مسنده (٢/ ٢٤٢، ٢٥٨، ٢٦٠، ٣١٣، ٣٥٨، ٣٨١، ٣٩٧، ٤٣٣، ٤٦٦) والترمذي (٣٥٤٣) في الدعوات: باب (١٠٠) خلق اللَّه مئة رحمة، كلهم من حديث أبي هريرة، بنحوه. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٥) البخاري (٣١٩٥) في بدء الخلق.
(٦) كلمة باب؛ سقطت من المطبوع.