للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَوِّلْني إلى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أسْتَظلَّ بِظِلِّها، وآكُلْ منْ ثَمَرتها. قال: فيقول: وَعَهْدِكَ وذِمَّتِكَ لا تَسْأْلْني غَيْرَها. قال: فَيَرى سَوَادَ النَّاسِ، وَيَسْمَعُ أصْوَاتَهُمْ، فيقولُ: يا رَبِّ، أدْخِلْني الْجَنَّةَ، قال أبو سعيد وَرَجُلٌ آخرُ منْ أصْحَابِ النبيِّ اخْتَلَفَا، فقال أحدُهما: فَيَدْخُلُ الْجنَّةَ ويُعْطى الدُّنْيا، ومِثْلَها، وقال الآخرُ: فيدخل الجنَّة ويُعْطى الدُّنيا وَعَشَرَةَ أمثالها.

وقد رواه النّسائىّ من حديث عُثْمانَ بن غِياث، به، نحوَه (١).

[رواية أبي هريرة]

قال الإمام أحمد: حدّثنا سُليمانُ، يعني ابن داود، أنبأنا إسْماعيلُ، حدّثنا عمرو، عن سَعيد، عن أبي هريرة، قال: قلتُ للنبيِّ : منْ أسْعدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ القِيَامةِ؟ فقال النبيُّ : "لَقَدْ ظَنَنْتُ يا أبَا هُريَرْةَ ألّا يَسْألَني عنْ هَذَا الْحَديثِ أحدٌ أوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأيتُ مِنْ حِرْصِكَ على الْحَديثِ، أسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتي يَوْمَ القِيَامةِ، منْ قالَ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، خَالِصَةً منْ قِبَلِ نَفْسِهِ".

هذا إسناد صحيح، على شرطهما (٢) ولم يُخرّجاه من هذا الوجه (٣).

[طريق أخرى]

قال الإمامُ أحمد: حدّثنا أبو مُعَاويةَ، وَيَعْلى بنُ عُبَيْدٍ، قالا: حدّثنا الأعْمشُ، عن أبي صَالِحٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ، قال: قال رَسُولُ الله : "إنَّ لِكُلِّ نَبيٍّ دَعْوةً مُسْتَجابةً، فَتَعَجَّلَ كلُّ نَبيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإنِّي اختبأتُ دَعْوَتي - يعني شَفَاعَة لأمَّتي - فَهيَ نَائلَةٌ إنْ شَاءَ اللهُ منْ مَاتَ لا يُشْرِك باللهِ شَيْئًا" قالَ: يَعْلَى: "شفاعته" (٤).

ورواه مسلم من حديث أبي مُعاويةَ محمّد بن خازم الضَّريرِ، عن الأعمش [به] (٥).

[طريق أخرى]

قال أحمد: حدّثنا هاشم، والخُزاعيّ، يعني أبا سَلَمةَ، قالا: حدّثنا لَيْثٌ، حدّثني يزيدُ بنُ


(١) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٥) والنسائي في "الكبرى" (١١٣٢٧) وهو حديث صحيح.
(٢) أقول: سليمان بن داود الهاشمي. ليس من رجال الشيخين، وهو ثقة، فالحديث ليس على شرطهما.
(٣) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٧٣).
(٤) في (آ): شفاعة
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٢٦) ومسلم رقم (١٩٩) (٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>