للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسولُ الله غزوة الهند، فإن استُشهدتُ كنتُ من خيرِ الشهداء، وإن رجعتُ فأنا أبو هريرة المُحرَّر.

ورواه النَّسائيُّ (١): من حديث هُشيم، وزيد بن أبي أُنيسة، عن سيَّار، عن جَبْر - ويُقال: جُبَيْر - عن أبي هريرة، قال: وعدَنا رسولُ الله غزوة الهند … وذكره.

وقال أحمد (٢): حدَّثنا يحيى بن إسحاق، حدَّثنا البراءُ، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: حدَّثني خليلي الصَّادقُ المصدوقُ، رسولُ الله ، أنه قال: "يكونُ في هذه الأمة بعثٌ إلى الهند والهند، فإنْ أنا أدركتُه فاستشهدتُ فذاك، وإن أنا" فذكرَ كلمة "رجعتُ" فأنا أبو هريرة المُحَرَّر قد أعتقني من النار. تفرَّد به أحمد.

وقد غزا المسلمون الهندَ في أيام مُعاويةَ سنة أربع وأربعينَ، وكانت هنالك أمورٌ سيأتي بسطُهَا في مَوْضِعِها، وقد غزا الملكُ الكبيرُ الجليلُ محمود بن سُبُكْتكين، صاحب غَزْنَةَ، في حدود سنة أربعمئة، بلاد الهند فوغَلَ فيها وقتلَ وأسرَ وسبى وغنم ودخل السومنات وكسرَ البدّ الأعظم الذي يعبدونه، واستلبَ سيوفَه وقلائدَه، ثم رجع سالمًا مؤيَّدًا منصورًا، كما سيأتي.

فصل في الإخبار عن قتال الترك كما سنبيّنه إن شاء الله

قال البخاري: حدَّثنا أبو اليمان، أخبرنا شُعيب، حدَّثنا أبو الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ، قال: "لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقاتلوا قومًا نعالُهم الشعر، وحتَّى تُقاتلوا التّركَ صغارَ الأعين حُمْرَ الوجوه، ذُلْفَ الأنوف، كأن وجوهَهُم المِجَانُّ المُطْرَقَةُ، وتجدونَ مِن خير النَّاس أشدَّهُم كراهيةً لهذا الأمر حتى يقعَ فيه، والنَّاس معادنُ: خيارُهم في الجاهلية خيارُهم في الإسلام، ولَيَأتينَّ على أحدِكُم زمانٌ لأن يراني أحبُّ إليه من أنْ يكونَ له مِثْلُ أهلهِ ومالِه" (٣). تفرَّد به من هذا الوجه.

ثم قال البخاري: حدَّثنا يحيى، حدَّثنا عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن هَمَّام، عن أبي هريرة، أنَّ النبيَّ قال: "لا تقومُ الساعة حتَّى تُقاتلوا خُوزًا وكِرْمانَ من الأعاجم، حُمْرَ الوجوه، فُطْسَ الأُنوفِ،


(١) رواه النسائي في سننه (٦/ ٤٢) في الجهاد وإسناده ضعيف.
(٢) رواه أحمد في المسند (٢/ ٣٦٩) وإسناده ضعيف لضعف البراء بن عبد الله الغنوي، ولانقطاعه فإن الحسن مدلس وقد عنعنه، وهو لم يسمع من أبي هريرة.
(٣) رواه البخاري في صحيحه رقم (٣٥٨٧ و ٣٥٨٨ و ٣٥٨٩) في المناقب، والمجان: التروس.