للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثم دخلت سنة أربع وعشرين ومئة]

فيها غزا سليمانُ بن هشام بن عبد الملك بلادَ الروم فلقي اليون فقاتله، فسَلِمَ سليمانُ وغَنِم.

وفيها قَدِمَ جماعةٌ من دُعاةِ بني العباس من بلاد خُراسان قاصدينَ إلى مكة، فمرُّوا بالكوفة، فبَلَغهم


= [قال محمد بن واسع (ترجمته في طبقات ابن سعد (٧/ ٢٤١)، طبقات خليفة (٢١٥)، تاريخ خليفة (٣٧٨)، التاريخ الكبير (١/ ٢٥٥)، التاريخ الصغير (٣٥٤)، الجرح والتعديل (٨/ ١١٣)، ثقات ابن حبان (٧/ ٣٦٦)، حلية الأولياء (٢/ ٣٤٥)، صفة الصفوة (٣/ ٢٦٦)، المختار من مناقب الأخيار لابن الأثير (٤/ ٤٦٩)، مختصر تاريخ دمشق (٢٣/ ٢٨٦)، تهذيب الكمال (٢٦/ ٥٧٦)، سير أعلام النبلاء (٦/ ١١٩)، العبر (١/ ٢٩٠)، ميزان الاعتدال (٤/ ٢٥٨)، الوافي بالوفيات (٥/ ١٧٢)، تهذيب التهذيب (٩/ ٤٩٩)، طبقات الشعراني (١/ ٣٦)، الكواكب الدرية (١/ ٤٣٠).): أولُ من يُدْعَى يومَ القيامةِ إلى الحساب القُضاة. وقال: خمسُ خِصَالٍ تُمِيتُ القلب: الذنبُ على الذنب، ومجالسةُ الموتى - قيل له: ومَنِ الموتَى؟ قال: كلُّ غنيٍّ مُتْرَفٍ وسلطانٍ جائر - وكثرةُ مُشاقَّةِ النساء وحديثهنّ، ومُخَالطةُ أهلِه.
وقال مالكُ بن دينار: إني لأغبطُ الرجلَ يكونُ عيشُهُ كَفَافًا فيقنَعُ به. فقال محمد بن واسع: أغبَطُ منهُ والله عِندي مَنْ يُصبِحُ جائعًا وهو عن الله راضٍ.
وقال: ما آسى على الدنيا إِلَّا على ثلاث: صاحبٌ إذا اعوجَجْتُ قوَّمَني، وصلاةٌ في جَماعة يُحمَلُ عنِّي سَهْوُها وأفوزُ بفضلِها، وقُوتٌ من الدنيا ليس لأحدٍ فيه مِنَّة، ولا للّهِ عليَّ فيه تَبِعَة.
وروى زياد (في (ق): "رواد بن الربيع" تصحيف، والمثبت من مصادر تخريج الخبر.) بن الربيع [عن أبيه، قال: رأيتُ محمد بن واسع بسوق مرو (في (ق): "بسوق بزور"، والمثبت من مصادر تخريج الخبر، وفي بعضها "بسوق مرَّةً".) وهو يعرِضُ حمارًا له للبيع، فقال له رجل: أتَرْضاهُ لي؟ فقال: لو رضيتُه لم أبعْه (أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٥٥) في ترجمة محمد بن واسع، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٣٤٩)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ١٦)، والبيهقي في شعب الإيمان (٤/ ٣٣٠) (٥٢٩٦)، وابن الجوزي في صفة الصفوة (٣/ ٢٧٠).).
ولما ثَقُلَ محمد بن واسع كَثُرَ عليه الناسُ في العِيَادة، قال بعضُ أصحابه: فدخلتُ عليه فإذا قومٌ قُعود، وقومٌ قِيَام، فقال: ماذا يُغني هؤلاء عنِّي إذا أُخِد بناصيتي وقدَمي غدًا، وأُلقيت في النار؟!.
وبعثَ بعضُ الخلفاء مالًا مستكثَرًا إلى البصرة ليفرَّقَ في فقراء أهلها، وأمرَ أنْ يُدفَعَ إلى محمد بن واسع منه، فلم يقبَلْهُ ولم يلتمِسْ منه شيئًا. وأمَّا مالك بن دينار فإنه قَبِلَ ما أُمِرَ له به، واشترى به أرِقَّاء وأعتقهم ولم يأخد لنفسِهِ منه شيئًا، فجاءه محمد بن واسع يلومُه على قَبُولهِ جوائزَ السلطان، فقال له: يا مالك، قَبِلتَ جوائزَ السلطان!؟ فقال له مالك: يا أبِا عبد اللّه، سَل أصحابي ماذا فعلتُ منه، فقالوا له: إنه اشترى به أرِقَّاء وأعتقهم. فقال له: سألتُكَ باللّه أقلبُكَ الآن لهم مثلُ ما كان قبلَ أنْ يَصِلوك؟ فقام مالك وحَثَى على رأسِهِ الترابَ وقال: إنما يعرفُ اللّهَ محمدُ بن واسع، إنما مالِكٌ حمار، إنما مالك حمار.
وكلامُ محمدِ بن واسع كثيرٌ جِدًّا ].

<<  <  ج: ص:  >  >>