للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها قبض بهاء الدولة على القاضي عبد الجبار وصادره بأموالٍ جزيلة، فكان من جملة ما بيع في المصادرة ألف طَيْلسان وألف ثوب مغربى (١).

وحجَّ بالناس في هذه السنة وما قبلها وما بعدها المصريون، والخطبة في الحَرَمين لهم.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

الصَّاحب بن عَبَّاد (٢): وهو إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطَّالقَاني، أبو القاسم، الوزير الشهير بكافي الكُفاة.

وزر لمؤيَّد الدولة بن ركن الدولة بن بُوَيه، وقد كان من العِلْم والفضيلة والبراعة والكرم والإحسان إلى العلماء (٣) على جانبٍ عظيمٍ، كان يبعث في كلِّ سنة إلى بغداد بخمسة آلاف دينار لتفرَّق على أهل العِلْم، وله اليد الطُّولى في الأدب، وله مصنفات في فنون من العلم، واقتنى كتبًا كثيرة كانت تحمل على أربعمئة بعير، ولم يكن في وزراء بني بويه مثله ولا قريب منه في مجموع فضائله، وقد كانت دولة بني بويه مئة وعشرين سنة، وكانت وزارته ثمانية عشر سنة وأشهرًا، وفتح خمسين قلعة لمخدومه مُؤَيَّد الدولة، وابنه فخر الدولة، بصرامته وشهامته وحسن تدبيره وجودة آرائه.

وكان يحبُّ العلوم الشَّرْعية، ويبغض الفلسفة وما يشبهها من (٤) الآراء البدعية، وقد مرض مَرَّةً بالإسهال، فكان كلما قام عن المطهرة وضع عندها عشرة دنانير لئلا يتبرَّم به الفرَّاشون، فكانوا يودُّون لو طالت عِلَّته، ولما عُوفي أنهب داره الفقراء والمساكين، وكان قيمة ما تحتوي عليه نحوًا من خمسين ألف دينار.

وقد سمع الحديث من المشايخ [الجياد] (٥) العوالي الإسناد، وعقد له [في وقت] (٥) مجلس للإملاء، فاحتفل النَّاس بحضوره، [وحضره وجوه الأمراء] (٣) فلما خرج [إليه] (٦) لبس زِيَّ الفقهاء،


(١) في (ط) معدني، وهو تحريف.
(٢) الإمتاع والمؤانسة (١/ ٥٣) يتيمة الدهر (٣/ ١٨٨ - ٢٨٦) الفهرست (١٩٤) نزهة الألباء (٣٢٥ - ٣٢٧) المنتظم (٧/ ١٧٩ - ١٨١) معجم الأدباء (٦/ ١٦٨ - ٣١٧) إنباه الرواة (١/ ٢٠١ - ٢٠٣) وفيات الأعيان (١/ ٢٢٨ - ٢٣٣) سير أعلام النبلاء (١٦/ ٥١١ - ٥١٤) العبر (٣/ ٢٨) ابن الوردي (١/ ٣١٢) مرآة الجنان (٢/ ٤٢١) لسان الميزان (١/ ٤١٣ - ٤١٦) النجوم الزاهرة (٤/ ١٦٩ - ١٧١) بغية الوعاة (١/ ٤٤٩ - ٤٥١) شذرات الذهب (٣/ ١١٣ - ١١٦).
(٣) في (ط) زيادة: والفقراء.
(٤) في (ط) زيادة: من علم الكلام والآراء.
(٥) ما بين حاصرتين من (ب) و (ط).
(٦) ما بين حاصرتين من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>