للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن (١) يترك الملكُ السعيدُ المُلْكَ ويتعوض بالكرك والشوبك، ويكون في صحبته أخوه نجم الدين خضر، وتكون المملكة إلى أخيه (٢) الصغير بدر الدين سلامش، ويكون الأمير سيف الدين قلاوون أتابكه.

خلع الملك السعيد وتولية أخيه الملك العادل سَلامُش

لما اتفق الحال على ما ذكرنا نزل السلطان الملك السعيد من القلعة إلى دار العدل في سابع عشر الشهر (٣)، وهو ربيع الآخر، وحضر القضاة والدولة من أولي الحل والعقد، فخلع السعيد نفسه من السلطنة وأشهدهم على نفسه بذلك، وبايعوا أخاه بدر الدين سلامش ولقب بالملك العادل، وعمره يومئذ سبع سنين، وجعلوا أتابكه الأمير سيف الدين قلاوون الألفي الصالحي، وخطبَ له الخطباءُ ورُسمت السكة باسمهما، وجعل لأخيه (٤) الكرك، ولأخيه خضر الشوبك، وكتبت (٥) بذلك مكاتيب، ووضح القضاة والمفتون خطوطهم بذلك (٦)، وجاءت البريدية إلى الشام بالتحليف لهم على ما حلف عليه المصريون. ومُسك الأمير أيدمر (٧) نائب الشام الظاهري واعتُقل بالقلعة عند نائبها، و (كان نائبها) إذ ذاك علم الدين سنجر الدواداري، وأحيط على أموال نائب الشام (٨) وحواصله، وجاء على نيابة الشام الأمير شمس الدين سنقر الأشقر في أُئهة عظيمة، وتحكُم مكين، فنزل بدار السادة وعظمه الناس وعاملوه معاملة الملوك، وعزل السلطان قضاة مصر الثلاثة الشافعي والحنفي والمالكي، وولَّوا القضاء صدر الدين عمر بن القاضي تاج الدين (٩) بن بنت الأعزّ عوضًا عن الشافعي، وهو تقي الدين بن رزين (١٠) وكأنهم إنما عزلوه لأنه توقف (١١) في خلع الملك السعيد والله أعلم.


(١) ب: على أن يترك.
(٢) أ، ب: إلى أخيهما.
(٣) ب: الشهر المذكور.
(٤) أ، ب: للسعيد.
(٥) ب: وكتب.
(٦) ب: بذلك يصفون ما كان من الأمر.
(٧) ب: الأمير عز الدين أيدمر.
(٨) ب: وأحيط على أمواله وحواصله.
(٩) ب: تاج الدين عبد الوهاب بن بنت الأعز.
(١٠) ابن رزين هو محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري الحموي. سترد ترجمته في وفيات سنة ٦٨٠ من هذا الجزء إن شاء الله.
(١١) أ: لكونه توقف، ب: لكونهم توقفوا في قضية الملك السعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>