كتاب البداية والنهاية - ط دار ابن كثير

ثم دخلت سنة خمس وثلاثين - حديث آخر - ج: 7 - ص: 366

مروان (١)، عن أبي عائشة، عن ابن عمر قال: خرج علينا رسولُ اللّه ﷺ ذاتَ غداةٍ بعد طلوعِ الشمس فقال:

"رأيتُ قبلَ الفجرِ كأنّي أعطيتُ المقاليدَ والموازينَ، فأما المقاليدُ، فهذه المفاتيحُ، وأما الموازين فهي التي يوزن بها، فوضعتُ في كفة، ووضعت أمتي في كفة، فوزنت بهم فرجحت، ثم جيء بأبي بكر فوزن فوزن بهم، ثم جيء بعمر فوزن فوزن بهم، ثم جيء بعثمان فوزن فوزن بهم، ثم رفعت".

تفرد به أحمد.

وقال يعقوب بن سفيان: حدَّثنا هشام بن عمار، حدَّثنا عمرو بن واقد، حدَّثنا يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، قال قال رسول اللّه ﷺ:

"إني رأيت أني وُضعت في كفَّةٍ وأمتي في كفة فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عمر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة وأمتي في كفة فعدلها" (٢).

[حديث آخر]

قال أبو يعلى (٣): حدَّثنا عبد الله بن مطيع، حدَّثنا هشيم، عن العَوَّام، عمن حدَّثه، عن عائشة، قالت: لما أسَّس رسول الله ﷺ مسجدَ المدينة جاء بحجر فوضعه، وجاء أبو بكر بحجر فوضعه، وجاء عمر بحجر فوضعه، وجاء عثمان بحجر فوضعه، قالت: فسئل رسول اللّه ﷺ عن ذلك فقال: "هم أمراء الخلافة من بعدي".

وقد تقدم هذا الحديث في بناء المسجد، أولَ مقدمِهِ المدينةَ ﵊.

وكذلك تقدم في دلائل النبوة من حديث الزُّهري: عن رجل، عن أبي ذر في تسبيح الحصا في يده ﵇، ثمَّ في كفِّ أبي بكر، ثمَّ في كفِّ عمر، ثُمَّ في كفِّ عثمان، ﵃.

وفي بعض الروايات: فقال رسول اللّه ﷺ: "هذه خلافة النبوة" (٤).

وسيأتي حديث سفينة أن رسول اللّه ﷺ قال: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا" (٥) فكانت

---

(١) في الأصول والمطبوع: عبد الله، وهو خطأ، والتصحيح من كتب الرجال.
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر (١٠٥) بهذا السند، وإسناده ضعيف جدًا، فإن عمرو بن واقد القرشي متروك.
(٣) مسند أبي يعلى الموصلي (٨/ ٢٩٥) رقم (٤٨٨٤) ونص الحديث: "هذا أمر الخلافة من بعدي" وإسناده ضعيف.
(٤) تقدم تخريجه في الجزء الخامس دلائل النبوة.
(٥) الحديث رواه أحمد في مسنده (٥/ ٢٢٠ و ٢٢١) والبغوي في شرح السنة رقم (٣٨٦٥) وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان (١٥/ ٣٩٢) رقم (٦٩٤٣) وهو حديث حسن.