للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خليفة، عن أبان (بن بشير، عن شيخٍ من أهل البصرة، عن نافع، فذكره) (١).

وهذا حديثٌ غريبٌ جدًا إسنادًا ومتنًا.

ثم قال البيهقيّ: أخبرنا أبو سعيد الماليني، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، أخبرنا العباس بن محمد بن العباس، حَدَّثَنَا أحمد بن سعيد بن أبي مريم، حَدَّثَنَا أبو حفص الرياحي، حَدَّثَنَا عامر بن أبي عامر الخزاز، عن أبيه، عن الحسن بن سعد - يعني: مولى أبي بكر - قال: قال رسولُ اللّه : "احلب لي العنز" قال: وعهدي بذلك الموضع لا عنزَ فيه، قال: فأتيتُ فاذا العنزُ حافلٌ، قال: فاحتلبتُها، واحتفظتُ بالعنز وأوصيتُ بها، قال: فاشتغلنا بالرحلة ففقدتُ (العنزَ) فقلتُ: يا رسول اللّه قد فقدتُ العنزَ، فقال: "إنَّ لها رَبًّا" (٢).

وهذا أيضًا حديثٌ غريبٌ جدًا إسنادًا ومتنًا، وفي إسناده من لا يُعرف حالُه.

وسيأتي حديث الغزالة في قسم ما يتعلَّقُ من المعجزات بالحيوانات.

تكثيره السَّمنَ لأُمِّ سُليم

قال الحافظ أبو يَعلى: حَدَّثَنَا شيبان، حَدَّثَنَا محمد بن زيادة البرجمي، عن أبي ظِلَال، عن أنس، عن أمّه قال: كانت لها شاة، فجمعت من سمنها في عُكّةٍ (٣)، فملأت العُكّةَ ثم بعثت بها مع ربيبة، فقالت: يا ربيبةُ أبلغي هذه العكّةَ رسولَ اللّه يَأتدمُ بها، فانطلقت بها ربيبةُ حتى أتت رسولَ اللّه ، فقالت: يا رسولَ الله! هذه عكّة سمنٍ بعثت بها إليك أمّ سُليم، قال: "أفرغوا لها عكتها" ففرغت العكّة فدُفعت إليها، فانطلقت بها، وجاءت وأمّ سُليم ليست في البيت، فعلَّقت العكّة على وتد، فجاءت أُمُّ سُليم فرأت العكة ممتلئة تقطرُ، فقالت أم سُليم: يا ربيبة! أليس أمرتُك أن تنطلقي بها إلى رسول اللّه؟ فقالت: قد فعلتُ، فإن لم تصدقيني فانطلقي فسلي رسولَ اللّه ، فانطلقت ومعها ربيبة، فقالت: يا رسولَ اللّه! إني بعثتُ معها إليك بعكّة فيها سمن، قال: قد فعلت، قد جاءت، قالت: والذي بعثَك بالحق ودينِ الحق إنها لممتلئةٌ تقطرُ سمنًا، قال: فقال لها رسول اللّه : "يا أمَّ سليم أتعجبينَ إن كان اللّه أطعمَكِ كما أطعمتِ نبيَّه؟ كُلي وأطعمي" قالت: فجئتُ إلى البيت فقسمتُ في قَعبٍ (٤) لنا وكذا وكذا، وتركتُ فيها ما ائتدمنا به شهرًا أو شهرين (٥).


(١) ما بين القوسين أثبته من دلاثل النبوة (٦/ ١٣٧).
(٢) دلائل النبوة؛ للبيهقي (٦/ ١٣٨).
(٣) "عكة": زق صغير يوضع فيه السمن، وهو من الجلد.
(٤) "قعب": القدح الضخم.
(٥) لم أجده في المطبوع من مسند أبي يعلى؛ ولعله في الكبير، وفي إسناده أبو ظلال القسملي هلال بن أبي هلال ضعيف.