للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجُزُولي -بطن من البربر- ثم اليَزْدَكْتَني (١) النَّحْوي المَغْربِي.

مصنف المقدمة المشهورة البديعة، شرحها (٢) هو وتلامذته، وكلهم يعترفون بتقصيرهم عن فَهْم مرادِه في أماكنَ كثيرةٍ منها. قدم مصر (٣) وأخذ عن ابن بري، ثم عاد إِلى بلاده وولي خطابة مراكش، وكانت وفاته (٤) في هذه السنة وقيل قبلها فاللّه أعلم.

[ثم دخلت سنة إحدى عشرة وستمئه]

فيها: أرسل الملكُ خوارزم شاه أميرًا من أخصّاء أمرائه عنده (٥)، وكان قبل ذلك سيروانًا (٦) فصار أميرًا خاصًا، فبعثه في جيشٍ ففتح له كَرْمان (٧) ومكران (٨) وإِلى حدود بلاد السند، وخُطب لخوارزم شاه بتلك النواحي (٩)، وكان خوارزم شاه لا يُصيِّفُ إِلا بنواحي سمرقند خوفًا من التتار أصحاب كشلي خان أن يتوثبوا على أطراف بلاد (١٠) التي تتاخمهم.

قال أبو شام (١١): وفيها شُرع في تبليط داخل الجامع (الأموي) وبدؤوا من ناحية السبع الكبير، وكانت (١٢) أرض الجامع قبل ذلك حُفَرًا وجُوَرًا، فاستراح الناس بتبليطه (١٣).


= (٥/ ٢٤) وسير أعلام النبلاء (٢١/ ٤٩٧) وبغية الوعاة (٢/ ٢٣٦) وشذرات الذهب (٧/ ٤٩ - ٥٠) ووفاته سنة ٦٠٧ هـ.
(١) قيّدها ابن خلكان بفتح الياء المثناة من تحتها، وسكون الزاي، وفتح الدال المهملة، وسكون الكاف، وفتح التاء المثناة من فوقها، وبعدها نون، هذه النسبة إِلى فخذ من جُزولة.
(٢) ب: وقد شرطها.
(٣) أ، ب: الديار المصرية.
(٤) ط: توفي.
(٥) ب: عنه. وقد ذكر ابن الأثير (٩/ ٣٠٨) أنه كان من أمراء أبيه أمير اسمه أبو بكر ولقبه تاج.
(٦) ط: سيروانيًا. قال ابن الأثير: وكان في ابتداء أمره جمّالًا يكري الجمال في الأسفار ثم جاءته السعادة فاتصل بخوارزم شاه وصار سيروان جماله فرأى منه جلدًا وأمانة فقدمه إِلى أن صار من أعيان أمراء عسكره فولاه مدينة زوزن، وكان عاقلًا ذا رأي وحزم وشجاعة فتقدم عند خوارزمشاه تقدمًا كثيرًا فوثق به أكثر من جميع أمراء دولته.
(٧) كرمان: بالفتح، ثم السكون، وآخره نون، وربما كسرت، والفتح أشهر. معجم البلدان (٤/ ٤٥٤).
(٨) أ: نكران؛ وهو تحريف. ومكران: بالضم، ثم السكون، وراء، وآخره نون أعجمية معجم البلدان (٥/ ١٧٩).
(٩) ط: وخطب له بتلك البلاد.
(١٠) ط: أن يثبوا على أطراف تلك البلاد.
(١١) ذيل الروضتين (٨٦) بخلاف في الرواية.
(١٢) أ، ب: بدأ بناحية السبع الكبير وكان.
(١٣) ط: في تبليطه.

<<  <  ج: ص:  >  >>