للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه، وليس يُتوسّم منه سوء، وفيه ديانة وعفّة، حلف لي في وقت بالأيمان المغلَّظة أنه لم يكن (١) قطُّ منه فاحشة اللّواط ولا خطر له ذلك، ولم يزن ولم يشرب مُسكرًا ولا أكل حشيشة، فرحمه اللَّه وأكرم مثواه، صُلِّي عليه بعد الظهر يومئذ، وخُرج بالجنازة من باب النصر، فخرج نائبُ السلطنة من دار السعادة فحضر الصلاة عليه هنالك، ودُفن بمقبرة لهم بالصُّوفية وتأسَّفوا عليه وترحَّموا، وتزاحم جماعةٌ من الفقهاء بطلب مدارسه انتهى.

[ثم دخلت سنة أربع وستين وسبعمئة]

استهلّت هذه السنة وسلطان الإسلام بالديار المصرية والشامية والحجازية وما يتبعها من الأقاليم والرساتيق الملك المنصور صلاح الدين محمد بن الملك المنصور المظفّري حاجي بن الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي.

ومدبر الممالك بين يديه وأتابك العساكر سيف الدين يَلْبُغا.

وقضاة مصر هم المذكورون في التي قبلها، غير أن ابن جماعة قاضي الشَّافعية وموفق الدين قاضي الحنابلة في الحجاز الشريف، ونائبُ دمشقَ الأمير سيف الدين قَشْتَمرُ المنصوري، وقاضي قضاة الشافعية الشيخ بهاء الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين السُّبكي، وأخوه قاضي القضاة تاج الدين مقيمٌ بمصرَ، وقاضي قضاة الحنفية الشيخ جمال الدين ابن قاضي القضاة شرف الدين الكَفْري، آثره والده بالمنصب وأقام على تدريس الرُّكنيّة يتعبَّدُ ويتلو ويُجْمعُ على العبادة، وقاضي قضاة المالكية جمال الدين المسلَّاتي، وقاضي قضاة الحنابلة الشيخ جمال الدين المرداوي [والخطيب] (٢) محمود بن جَمْلة، ومحتسب البلد الشيخ عماد الدين بن الشَّيرجي، وكاتب السر جمال الدين عبد اللَّه بن الأثير، قدم من الديار المصرية عوضًا عن ناصر الدين بن يعقوب، وكان قدومه يوم سلخ السنة الماضية (٣)، وناظر الدواوين بدر الدين حسن بن النابلسي، وناظر الخزانة القاضي تقي الدين بن مراجل.

ودخل المحمل السلطاني يوم الجمعة الثاني والعشرين من المحرم بعد العصر خوفًا من المطر، وكان


(١) في ط: يمكن وهو تحريف.
(٢) سقطت من ط. وقد تولّى الخطابة بعد الشيخ تاج الدين عبد الرحيم بن القاضي جلال الدين القزويني. وسيأتي في وفيات هذه السنة.
(٣) في بدائع الزهور (١/ ٥٨٩): وفي شهر شوال أخلع على القاضي جمال الدين عبد اللَّه بن محمد المعروف بابن الأثير، واستقرّ في كتابة السرّ بدمشق عوضًا عن القاضي ناصر الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>