للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر تعداد محالّ الجنة وارتفاعها واتّساعها

قال الله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٩) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٣) مُدْهَامَّتَانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: ٤٦ - ٧٨].

وَثَبتَ في " الصحيحين " منْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزيزِ بنِ عَبْدِ الصَّمَدِ، عن أبي عِمْرَان الجَوْنيّ، عن أبي بَكْرِ بنِ أبي مُوسى الأشْعَريّ، عن أبيه: أنَّ رسولَ الله قال: " جَنَّتَانِ منْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا، ومَا فِيهمَا، وَجَنَّتَانِ منْ فِضة آنِيَتُهُمَا، ومَا فيهما، وما بَيْن الْقَوْمِ، وَبَيْنَ أنْ يَنْظُرُوا إلى ربِّهِمْ ﷿ إلَّا رِدَاءُ الْكِبْرياءِ على وَجْهِهِ في جَنَّةِ عَدْنٍ " (١).

وروى البَيْهقيُّ من حديث مؤمَّلِ بن إسماعيلَ، عنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمةَ، عن ثابتٍ، عن أبي بَكْر بن أبي موسى، عن أبيه: أنَّ رسولَ الله قال: " جَنَتانِ منْ ذَهَبٍ للسَّابِقِينَ، وَجَنَّتانِ منْ وَرِقٍ لأصْحَابِ اليَمِين " (٢).

وقال البُخاريّ: حدّثنا قُتَيْبةُ، حدَّثنا إسماعيلُ بنُ جَعْفرٍ، [عن حميد]، عن أنس بن مالك: أنَّ أُمِّ حارثة، أتَتْ رسولَ الله ، وَقَدْ هَلَكَ حَارِثَةُ يَوْمِ بَدْرِ، أصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ (٣)، فقالت: يا رسول الله، قدْ عَلِمْتَ موقع حَارِثَةَ مِنْ قَلْبي، فإنْ كان في الجَنَّةِ لَمْ أبْكِ عليه، وإلَّا سَوْفَ تَرَى ما أصْنَعُ، فقال لها: "أهَبِلْتِ؟ أجَنَّةٌ وَاحِدةٌ هي؟! أم جَنَّات كثيرة، وَإنّه في الْفِرْدَوْسِ الأعْلَى"، وَقالَ: "غُدْوةٌ (٤) في سَبِيلِ اللّهِ أوْ رَوْحةٌ خَيْر منَ الدُّنْيا وما فيها، وَلَقابُ قَوْسِ أحَدِكُمْ أوْ مَوْضعُ قَدَمٍ


(١) رواه البخاري رقم (٤٨٧٨) ومسلم (١٨٠).
(٢) رواه البيهقي في "البعث والنشور" (٢٤٢) وإسناده ضعيف، فيه مؤمل بن إسماعيل: صدوق سيِّئ الحفظ.
(٣) أي لا يعرف راميه.
(٤) في (آ): غزوة.

<<  <  ج: ص:  >  >>