للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن إسحاق: فولد كعب بن لؤي ثلاثةً، مرة، وهُصَيْصَا، وعديا (١)، وولد مُرَّةُ، ثلاثةً أيضًا: كلاب بن مرَّة، وتيم بن مرة، ويَقَظَة بن مُرة، من أمهات ثلاث.

قال: وولد كلابٌ رجلَين: قُصَيّ بن كلاب وزُهْرَة بن كلاب، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سَيَل أحد الجَدَرَة من جُعْثُمة الأسْدِ من اليمن حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وفي أبيها يقول الشاعر:

ما نرى في الناسِ شخْصًا واحدًا … مَنْ عَلمناه كَسَعْد بنِ سَيَلْ

فارسًا أضبطَ فيه عُسْرَةٌ … وإذا ما واقَفَ القِرنَ نَزَل (٢)

فارسًا يستدرج الخيلَ كما اسـ … ـــتدرجَ الحرُّ القَطاميُّ الحجَل (٣)

قال السهيلي: سَيَل اسمه خير بن حَمَالة، وهو أول من طُلِيت له السيوفُ بالذهب والفضة (٤).

قال ابن إسحاق: وإنما سُمُّوا الجدَرَة لأن عامر بن عمرو بن خزيمة بن جُثْعمة تزوّج بنتَ الحارث بن مُضَاض الجُرهمي، وكانت جرهم إذ ذاك ولاةَ البيت، فبنى للكعبة جدارًا، فَسُمّي عامر بذلك الجدار، فقيل لولده: الجدَرة لذلك.

* * *

خبر قصيّ بن كلاب وما كان من أمره في ارتجاعه ولاية البَيت إلى قريش وانتزاعه ذلِك من خزاعة واجتماع قريش إلى الحرم الذي جعله الله أمنًا للعباد بعد تفرقها في البلاد وتمزقها في الجبال والمهاد (٥)

وذلك أنه لما مات أبوه كلاب تزوج أمَّه ربيعةُ بنُ حرامِ من عُذرة، وخرج بها ويه إلى بلاده، ثم قدِم قُصَيّ مكةَ وهو شاب، فتزوج حُبَّى ابنةَ رئيس خزاعة حُلَيْل بن حُبْشِيَّة. فأما خُزاعة فزعم (٦) أن حُليلًا أوصى إلى قُصي بولاية البيت لما رأى من كثرة نَسْله من ابنته، وقال: أنت أحق بذلك مني (٧).


(١) في ط: وعديا وهصيصًا. وكذلك في السيرة (١/ ١٠٣).
(٢) الأضبط: الذي يعمل بكلتا يديه. والقرن: الذي يقاوم في الحرب.
(٣) الحر القطامي: أراد الصقر. والأبيات في السيرة (١/ ١٠٥)، والروض (١/ ١٢٨).
(٤) الروض (١/ ١٢٨)، نقلًا عن الطبري (٢/ ٢٥٤).
(٥) سقط من هذا الكلام جزء كبير من ط. ففيه: خبر قصي بن كلاب وارتجاعه .... من خزاعة. فقط
(٦) في ب: فتزعم.
(٧) الخبر في السيرة (١/ ١١٧ - ١١٨)، وفيه اختلاف عما هنا. وكذلك نقله الطبري عن ابن إسحاق (٢/ ٢٥٥ - ٢٥٦)، والسهيلي في الروض (١/ ١٤٢).