للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "مُسْنَدِ البَزَّارِ" عن النَّبيِّ قال: "أحْسِنُوا إلى المِعْزى، وَأمِيطُوا عَنْهَا الأذَى، فإنَها منْ دَوَابِّ الجنّةِ" (١).

وقال أبو الشَّيْخِ الأصْبَهَانيّ: حدّثنا القاسمُ بن زكَرِيَّا، حدّثنا سُوَيْدُ بنُ سَعيدٍ، حدّثنا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوية، عن الحَكَم بن أبي خالدٍ، عن الحَسنِ البَصْريّ، عن جابر بن عبد اللهِ، عن النَّبيِّ قال: "إذا دَخَلَ أهْلُ الْجنّةِ الجَنّةَ، جَاءَتْهُمْ خُيُولٌ منْ يَاقُوتٍ أحمر، لها أجْنِحَةٌ، لا تَبُولُ ولا تَرُوثُ، فقَعدُوا عليها، ثمَّ طَارَتْ بهم في الجَنّةِ، إلى حيث شاء الله من سلطانه، فيَتَجَلَّى لهُمُ الجَبَّارُ تعالى، فإذا رَأوْهُ خَرُّوا لهُ سُجَّدًا، فيقولُ لهم الجبَّارُ تعالى: ارْفعُوا رؤُوسَكم، فإنَّ هذا ليسَ بيَوْمِ عَمَلٍ، إنَّما هو يَوْمُ نَعيمٍ وكَرامةٍ، فيَرْفَعُون رؤوسَهُمْ، فيُمْطِرُ اللهُ عَليْهمْ طِيبًا، فيَمُرُّون بكُثْبَانِ المِسْكِ، فيَبْعَثُ الله على تِلْك الكثْبانِ ريحًا، فَتَهيجُها عَليْهمْ حتَّى إنَّهُمْ ليَرْجِعُون إلى أهْلِيهمْ وَإنَّهُمْ لشُعْثٌ غُبْرٌ" (٢).

وقال ابنُ أبي الدُّنيا: حدّثني الفَضْلُ بن جعْفَرٍ، حدّثنا جعْفرُ بنُ جَسْر (٣)، حدّثنا أبي، عن الْحَسنِ بنِ عَلِيّ، عن عليّ قال: سمعْتُ رسولَ اللهِ يقولُ: "إنَّ في الْجنَّةِ لَشَجرةً يَخْرُجُ منْ أعْلاها حُلل، ومن أسْفَلِها خَيْلٌ منْ ذهبٍ، مُسْرَجَةٌ مُلْجمةٌ بلجم منْ دُرٍّ ويَاقوتٍ، لا تَرُوثُ ولا تَبُولُ، لها أجْنِحةٌ، خَطْوُها مَدُّ بَصَرِها، فيركبها أهْلُ الْجنَّةِ فتَطيرُ بهمْ حَيْثُ شَاؤوا، فيقولُ الَّذين أسْفَلَ مِنْهُمْ دَرَجةً: يا رَبِّ، بم بَلَغَ عِبَادُكَ هذه الكَرامةَ كُلَّها؟ فيقال لهمْ: كانُوا يُصَلُّون اللَّيْلَ وكُنْتُمْ تنَامُونَ، وكانوا يَصُومُونَ وكُنْتم تأكُلُونَ، وكانوا يُنْفِقُونَ وَكُنْتم تَبْخَلون، وكانوا يُقاتِلُون وكُنْتم تَجْبُنُون" (٤).

ذِكر تزاور أهل الجنَّة بعضهم بعضًا وتذاكرهم أمورًا كانت بينهم في الدنيا من طاعات وزلَّات

قال الله تعالى: ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٢٥) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (٢٦) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧) إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾ [الطور:٢٥ - ٢٨].

وقال تعالى: ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ … ﴾ الآيات إلى قوله ﴿أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)[الصافات:٥٠ - ٦٢]


(١) رواه البزار في مسنده (١٣٢٩ - كشف الأستار) وإسناده ضعيف.
(٢) رواه أبو نعيم في صفة الجنة (٤٢٩) من طريق سويد به، وإسناده ضعيف.
(٣) في الأصول: جعفر بن بثر، وهو خطأ.
(٤) رواه ابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (٢٤٩) وإسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>