للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُحلميّ، عن سِماك، عن جابر بن سمرَة قال: قال رسول الله لعلي: "من أشقى الأولين؟ " قال: عاقر الناقة، قال: "فمن أشقى الآخرين؟ " قال الله ورسوله أعلم، قال: "قاتلك".

[حديث آخر في معنى ذلك]

وروى البيهقي (١) من طريق فطر بن خليفة وعبد العزيز بن سياه كلاهما عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثَعْلبة الحمَّاني قال سمعت عليًا على المنبر وهو يقول: "والله إنه لعهد النبي الأمي إلي أن الأمة ستغدر بك بعدي".

قال البخاري (٢): ثعلبة بن يزيد الحمَّاني في حديثه هذا نظر.

قال البيهقي (٣): وقد رويناه بإسناد آخر عن علي إن كان محفوظًا.

أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا أبو محمد بن شَوْذَب الواسطي، بها، حدَّثنا شعيب بن أيوب، حدَّثنا عمرو بن عون، عن هشيم، عن إسماعيل بن سالم، عن أبي إدريس الأزدي، عن علي. قال: إن مما عهد إليَّ رسول الله أن الأمة ستغدر بك بعدي.

قال البيهقي: فإن صح فيحتمل أن يكون المراد به والله أعلم في خروج من خرج عليه ثم في قتله.

وقال الأعمش: عن عمرو بن مرة، عن (٤) عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأرقم. قال: خطبنا علي يوم جمعة فقال: نبئت أن بسرًا قد طلع اليمن، وإني والله لأحسب أن هؤلاء القوم سيظهرون عليكم، وما يظهرون عليكم إلا بعصيانكم إمامكم وطاعتهم إمامهم، وخيانتكم وأمانتهم، وإفسادكم في أرضكم وإصلاحهم، قد بعثت فلانًا فخان وغدر، وبعثت فلانًا فخان وغدر، وبعث المال إلى معاوية لو ائتمنت أحدكم على قدح لأخذ علاقته، اللهم سئمتهم وسئموني، وكرهتهم وكرهوني، اللهم فأرحهم مني وأرحني منهم. قال: فما صلى الجمعة الأخرى حتى قتل وأرضاه.

[صفة مقتله ]

ذكر ابن جرير (٥) وغير واحد من علماء التاريخ والسير وأيام الناس: أن ثلاثة من الخوارج وهم عبد الرحمن بن عمرو المعروف بابن ملجم الحميري ثم الكندي حليف بني حنيفة (٦) من كندة المصري


(١) دلائل النبوة (١/ ٤٤٠).
(٢) تاريخ البخاري (٢/ ٧٤) وقد تحرفت يزيد في ط إلى زيد.
(٣) دلائل النبوة (٦/ ٤٤٠).
(٤) في ط: عمرو بن مرة بن عبد الله بن الحارث؛ خطأ. وعمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق؛ من رجال التهذيب.
(٥) تاريخ الطبري (٥/ ١٤٣).
(٦) في الطبقات الكبرى (٣/ ٣٥): حليف بن جبلة.