للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر ينكرها لسعد.

قال ابن إسحاق: فكانت راية عبيدة -فيما بلغنا- أول راية عقدها رسول اللَّه في الإسلام لأحد من المسلمين. وقد خالفه الزّهريّ وموسى بن عقبة (١) والواقديّ (٢)، فذهبوا إلى أنّ بعث حمزة قبل بعث عبيدة بن الحارث، واللَّه أعلم.

وسيأتي في حديث سعد بن أبي وقّاص أن أول أمراء السترايا عبد اللَّه بن جحش الأسديّ.

قال ابن إسحاق (٣): وبعض العلماء يَزْعُمُ أن رسول اللَّه بعثه حين أقبل من غزوة الأبواء قبل أن يصل إلى المدينة، وهكذا حكى موسى بن عقبة، عن الزّهريّ (٤).

[فصل]

قال ابن إسحاق (٥): وبعث رسول اللَّه في مقامه ذلك حمزة بن عبد المطلب بن هاشم إلى سيف البحر (٦) من ناحية العيص، في ثلاثين راكبًا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فلقي أبا جهل بن هشام [بذلك الساحل] في ثلاثمئة راكب من أهل مكة، فحجز بينهم مجديّ بن عمرو الجهنيّ، وكان موادعًا للفريقين جميعًا، فانصرف بعض القوم عن بعض، ولم يكن بينهم قتال.

قال ابن إسحاق (٧): وبعض الناس يقول: كانت راية حمزة أول راية عقدها رسول اللَّه لأحد من المسلمين، وذلك أن بعثه وبعث عبيدة كانا معًا، فشبِّه ذلك على الناس.

قلت: وقد حكى موسى بن عقبة عن الزّهريّ (٨)، أنّ بعث حمزة قبل عبيدة بن الحارث، ونصّ على أنّ بعث حمزة كان قبل غزوة الأبواء، فلما قفل، ، من الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين من المهاجرين، وذكر نحو ما تقدّم. وقد تقدّم عن الواقديّ أنه قال: كانت سريّة حمزة في رمضان من السنة الأولى، وبعدها سريّة عبيدة في شوّال منها، واللَّه أعلم.

وقد أورد ابن إسحاق (٩)، عن حمزة، ، شعرًا يدلّ على أن رايته أول راية عقدت في


(١) رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٨) من طريقهما.
(٢) انظر "المغازي" للواقدي (١/ ٢).
(٣) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٥٩٥).
(٤) انظر "دلائل النبوة" للبيهقي (٣/ ٩).
(٥) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٥٩٥).
(٦) سيف البحر: ساحله. انظر "لسان العرب" (سيف).
(٧) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٥٩٥ - ٥٩٦).
(٨) ورواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٣/ ٨ - ٩).
(٩) انظر "السيرة النبوية" لابن هشام (١/ ٥٩٦).