للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشُّرْطة، فاحتاط على أكثرهم، ونُهِبَتْ دورُهم، ولم يبق لهم رأس يرتفع، وقُطِعَتْ أرزاقهم من بيت المال بالكلِّية.

وبعث الخليفة وابنُ رائق إلى أبي عبد الله البَرِيْدي يتهدَّدانه، فأجاب إلى حمل كل سنةٍ ثلاثمئة ألف وستين ألف دينار يقوم بحمل كل شهر (١) على حدته، وإلى أنه يجهز جيشًا إلى قتال عماد الدولة بن بُوَيْه (٢). فلما رجع الخليفة وابن رائق إلى بغداد لم يحمل شيئًا، ولم يبعث أحدًا. ثم بعث ابنُ رائق بجكم وبدرًا الخَرْشني لقتال أبي عبد الله البريدي، فجرت بينهم حروبٌ وخطوب، وأمور يطول ذِكْرها. ثم لجأ البريدي إلى عماد الدولة، واستجار به، واستحوذ بُجْكم على بلاد الأهواز، وجعل إليه ابنُ رائق خَرَاجها، وكان بُجْكم هذا شجاعًا فاتكًا.

وفي ربيع الأول خَلَعَ الخليفة على بُجْكُم، وعقد له الإمارة ببغداد، وولّاه نيابة المشرق إلى خُرَاسان.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

أبو حامد بن الشَّرْقي (٣) أحمد بن محمد بن الحسن: أبو حامد بن الشَّرْقي.

مولده سنة أربعين ومئثين.

وكان حافظًا كبير القَدْر، كثير الحِفْظِ، كثير الحجِّ. رحل إلى الأمصار وجاب الأقطار، وسمع من الكبار، نظر إليه ابنُ خُزَيْمة يومًا فقال: حياة أبي حامد تحْجُزُ بين النَّاس وبين الكذب على رسول الله .

عبد الله بن محمد بن سُفْيان (٤) أبو الحسن (٥)، الخزَّاز (٦)، النَّحْوي.


(١) في (ط): سنة، وهو وهم.
(٢) في النسخ الخطية و (ط): عضد الدولة، وهو وهم، إذ أن عضد الدولة ولد في السة الفائتة، وعماد الدولة هو رأس بني بويه في هذا الوقت.
(٣) تاريخ بغداد (٤/ ٢٤٦ - ٢٤٧) الأنساب (٧/ ٣١٩ - ٣٢٠) المنتظم (٦/ ٢٨٩) تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٢١ - ٨٢٣) العبر (٢/ ٢٠٤) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٣٧ - ٤٠) ميزان الاعتدال (١/ ١٥٦) الوافي بالوفيات (٧/ ٣٧٩) طبقات الشافعية للسبكي (٣/ ٤١ - ٤٢) طبقات الشافعية للإسنوي (٢/ ٩٠) لسان الميزان (١/ ٣٠٦) النجوم الزاهرة (٣/ ٢٦١) طبقات الحفاظ (٣٤٢) شذرات الذهب (٢/ ٣٠٦).
(٤) تاريخ بغداد (١٠/ ١٢٣) نزهة الألباء (١٨٠) إنباه الرواة (٢/ ١٣٠ - ١٣١، ١٣٥) بغية الوعاة (٢٨٧ - ٢٨٨) كشف الظنون (١٤٥٨، ١٤٤١، ١٧٣٠).
(٥) في إنباه الرواة: أبو الحسين.
(٦) في مطبوع نزهة الألباء: الجزار، وإخالها تصحيفًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>