للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُحْيِيه، فيقول حين يُحييه: واللَّه ما كنتُ فيك قَطُّ أشدَّ بَصِيرةً مِنَي الآن". قال: "فيُريد الدجّال أنْ يَقْتُلَه، فلا يُسَلَّطُ عليه". قال أبو إسحاق: يقال: إن هذا الرجل هو الخَضِر. قال مُسلم: وحدّثني عبدُ اللَّه بن عبد الرحمن الدّارمي، أنا أبو اليمان، أنا شُعَيْبٌ، عن الزُّهريّ في هذا الإسناد بمثله (١).

وقال مسلم: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن قُهْزاذ من أهل مرو، حدثنا عبد اللَّه بن عثمان، عن أبي حمزة، عن قيس بن وهب، عن أبي الوَدَّاك، عن أبي سعيد الخُدرِيّ، قال: قال رسول اللَّه : "يخرج الدجّال فيتوجّه قِبَلَهُ رجل من المُؤمنين. فتلقاه مَسالِحُ الدجّال. فيقولون له: أين تَعْمِدُ؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج". قال: "فيقولون له: أوَمَا تُؤْمِنُ بِرَبّنا؟ فيقول: ما بِرَبّنا خَفَاء، فيقولون: اقتلوه. فيقول بعضُهم لبعض: أليس قد نهاكم رَبُّكُمْ أن تَقْتلُوا أحدًا دُونَه؟ " قال: "فينطلقون به إلى الدجّال. فإذا رآه المُؤمنُ قال: يا أيُّها الناسُ، هذا الدجّال الذي ذكرَ رسول اللَّه " قال: "فيأمر الدجّال به فَيُشبَحّ، فيقول: خذوه وشُجُّوه، فيُوسَعُ ظَهْرهُ وبَطْنهُ ضَربًا" قال: "فيقول: أما تُؤْمِنُ بي؟ فيقول: أنت المسيحُ الكذاب". قال: "فيؤمر به فُيؤْشَرُ بالمِئشار، من مَفْرِقه حتّى يُفَرَّق بين رِجْليه". قال: "ثم يمشي الدجّال بين القِطْعَتَيْنِ، ثم يقول له: قُمْ، فَيسْتوِي قائِمًا" قال: "ثم يقولُ له: أتؤمنُ بي؟ فيقول: ما ازددتُ فيك إلّا بَصِيرةً". قال: "ثم يقول: يا أيّها الناس، إنّه لا يَفْعَلُ بَعْدِي بأحَدٍ من الناس" قال: فيأْخذه الدجّال ليذبحه، فيُجْعَلُ ما بين رقبته إلى تَرْقُوَتِه نُحاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلًا" قال: "فيأخذُ بيديه ورجليه، فيقذف به، فيَحْسَبُ الناس أنّما قذف به في النار، وإنما أُلقي في الجنة" قال رسول اللَّه : "هذا أعظم الناس شهادةً عند ربّ العالمين" (٢).

[ذكر أحاديث منثورة في الدجال]

[حديث عن أبي بكر الصديق ]

قال الإمام أحمد: حدثنا رَوْح، حدثنا سعيدُ بن أبي عَرُوبَةَ، عن أبي التيّاح، عن المغيرة بن سُبَيْع، عن عمرو بن حُرَيْث: أن أبا بكر الصديق أفاق من مَرْضَةٍ له، فخرج إلى الناس، فاعتذر بشيء، وقال: ما أردنا إلا الخير، ثم قال: حدثنا رسول اللَّه أن الدجال يخرج في أرض بالمشرق يقال لها: خُراسانُ، يتبعه أقوام كأنَّ وجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرقَة. ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث رَوح بن عُبادة به، وقال الترمذيّ: حسن غريب. قلت: وقد رواه عُبَيدُ اللَّه بن موسى العَبْسِيّ، عن الحسن بن دينار، عن أبي التيّاح، فلم يتفرد به روحُ، كما زعمه بعضُهم، ولا سعيد بن


(١) رواه مسلم رقم (٢٩٣٨) (١١٢).
(٢) رواه مسلم (٢٩٣٨) (١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>