للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لدين والوصية والميراث تسعة وخمسين ألف ألف وثمانمئة ألف، وإنما نبَّهنا على هذا لأنه وقع في صحيح البخاري (١) ما فيه نظر ينبغي أن ينتبه (٢) له، والله أعلم.

وقد جمع ماله هذا بعد الصدقات الكثيرة والمآثر الغزيرة (٣) مما أفاء الله عليه من الجهاد ومن خمس الخمس ما يخص (٤) أمه منه، ومن التجارة المبرورة (وقد) قيل إنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، فربما تصدَّقَ في بعض الأيام بخراجهم كلَّهم وأرضاه.

وكان قتله يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وقد نيف على الستين (٥) بست أو سبع.

وكان أسمر ربعةً من الرجال، معتدلَ اللحم، خفيفَ اللحية، .

[وفي هذه السنة أعني سنة ست وثلاثين]

ولَّى عليُّ بن أبي طالب [أمير المؤمنين] نيابةَ الدّيار المصرية لقيس (٦) بن سعد بن عبادة، وكان على نيابتها في أيام عثمان عبد الله بن سعد بن أبي سرح، فلمّا توجّه أولئك الأحزاب من خوارج المصريين إلى عثمان [ليقتلوه]؛ وكانَ الذي جَهَّزهم إليه مع عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء محمد بن أبي حذيفة بن عتبة، وكان لما قتل أبوه باليمامة، [قد] أوصى به إلى عثمان، فكفله [عثمان] ورباه في حجره ومنزله وأحسن إليه إحساناً كثيراً ونشأ في عبادة وزهادة، وسأل من عثمان أن يوليه عملاً فقال له: متى ما صرت أهلاً لذلك وليتك، فتعتب (٧) في نفسه على عثمان فسأل من عثمان أن يخرج إلى الغزو فأذن له، فقصد الديارَ المصريةَ وحَضَرَ مع أميرها عبد الله بن سعد بن أبي سرح غزوةَ الصَّواري كما قدمنا، وجعل (٨) ينتقص عثمان وساعد (٩) على ذلك محمد بن أبي بكر [الصديق]، فكتب بذلك ابن أبي سَرْح إلى عثمان يشكوهما (إليه) فلم يعبأ بهما عثمان، ولم يزل ذلك دأب محمد بن أبي حذيفة حتى استنفرَ أولئك إلى عثمان فلما بلغه أنهم قد حصروا عثمان تغلب على الديار المصرية وأخرج منها


(١) صحيح (٣١٢٩) في فرض الخمس.
(٢) في ط: "ينبه" ولا تصح، لأنها لو كانت كذلك لقال "ينبه عليه".
(٣) في أ: والمآثر الوثيرة من الحلال.
(٤) في أ: مما يختص به منه.
(٥) في أ: الستين سنة بست.
(٦) في أ: لبشر بن سعد؛ خطأ. وما هنا موافق للطبري (٤/ ٥٤٧).
(٧) في أ: فبقيت.
(٨) في أ: وشرع.
(٩) في أ: وساعده أولئك.