للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة إحدى وستمئة (١)

فيها: عزل الخليفة الناصر ولدَه محمدًا (٢) الملقب بالظاهر عن ولاية العهد بعد ما خطب له سبع عشرة سنة. وولَّى العهد ولدَه الآخر عليًّا، فمات عليٌّ من قريب، فعاد الأمر إِلى الظاهر، فبويع له بالخلافة بعد أبيه الناصر كما سيأتي في سنة ثلاث وعشرين وستمئة.

وفيها: وقع حريقٌ عظيمٌ بدار الخلافة في خزائن السلاح، فاحترق من ذلك شيءٌ كثيرٌ من السلاح والأمتعة والمساكن ما يقارب قيمتُه أربعة آلاف ألف دينار، وشاع خبرُ هذا الحريق في الناس، فأرسلت الملوك من سائر الأقطار هدايا [أسلحة إِلى الخليفة عوضًا عن ذلك وفوقه من ذلك شيئًا كثيرًا] (٣).

وفيها: عاثت الكُرجُ ببلاد المسلمين فقتلوا خلقًا، وأسروا أُمما (٤).

وفيها: وفعت الحربُ بين أمير مكة قتادة الحَسَني (٥)، وبين أمير المدينة سالم بن قاسم الحسيني، وكان قتادة قد قصد المدينة فحصر سالمًا فيها، فركب إِليه سالم بعد ما صلى عند الحجرة واستنصر اللّه على قتادة (٦)، ثم برز إِليه فكسره وساق وراءه إِلى مكة فحصره بها، ثم إِن قتادة أرسل (٧) إِلى أمراء سالم فأفسدهم عليه، فكرَّ سالم راجعًا إِلى المدينة، وهو سالم (٨).

وفيها: ملك غياث الدين كيخسرو (٩) بن قِلج أرسلان بن مسعود بن قِلج بن سليمان بن قتلمش بلادَ الروم، واستلبها من ابن أخيه، واستقرَّ هو بها وعظم شأنه وقويت شوكتُه، وكثرت عساكره وأطاعه الأمراء وأصحاب الأطراف، وخطبَ له الأفضل بن صلاح الدين بسميساط، وسار إِلى خدمته.


(١) من هنا وإِلى نهاية هذا المجلد وقع إِلينا تاريخ الإسلام للحافظ الذهي بخطه في حوادثه ووفياته، وقد أقمنا تحقيقه على هذه النسخة، فرأينا من المفيد الإفادة من هذا التاريخ الوسيع في تصحيح هذا المجلد من البداية والنهاية (بشار).
(٢) في أ و ط: محمد. وما هنا للسياق النحوي.
(٣) ما بين الحاصرتين في أ: الأسلحة إِلى الخليفة عوضًا عما فات: شيئًا كثيرًا وللّه الحمد.
(٤) ط: آخرين.
(٥) في ط: "الحسيني"، وهو غلط بيِّن فأمراء مكة هؤلاء حسنيون لا حسينيون، وقتادة هذا هو ابن إِدريس بن مطاعن، توفي سنة ٦١٧، كما في التكملة للمنذري (٣/ ١٧) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٥١٣) وغيرهما (بشار).
(٦) ط: فاستنصر الله عليه.
(٧) أ: ثم أرسل قتادة.
(٨) ط: إِلى المدينة سالمًا.
(٩) قتل سنة ٦٠٧ هـ، وترجمته في ذيل الروضتين (٨٠) وسير أعلام النبلاء (٢٢/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>