للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راجعون. ثم دخلوا (١) بعد ذلك إلى كنيسة مريم وكانت عامرةً ولكن كان هذا سبب خرابها ولله الحمد.

وحكى الشيخ قطب الدين في "ذيله (٢) على المرآة" أنهم ضربوا بالناقوس في كنيسة مريم فالله أعلم.

قال: وذكر أنهم دخلوا إلى الجامع بخمر، وكان في (٣) نيتهم إن طالت مدة التتار أن يخربوا كثيرًا من المساجد وغيرها (٤)، ولما وقع هذا في البلد اجتمع قضاة المسلمين والشهود والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى متسلِّمها إبل سيان (٥) فأهينوا وطردوا، وقدم كلام رؤساء النصارى عليهم فإنا لله وإنا إليه راجعون. وهذا كان في أول هذه السنة وسلطان الشام النصر بن العزيز وهو مقيم في وطأة برزة، ومعه جيوش كثيرة من الأمراء (٦) وأبناء الملوك ليناجزوا التتار إن قدموا عليهم، وكان في جملة (٧) من معه الأمير [ركن الدين] بيبرس البندقداري في جماعة من البحرية، ولكن الكلمة (٨) بين الجيوش مختلفة غير مؤتلفة، لما يريده الله ﷿. وقد عزمت طائفة من الأمراء على خلع [الملك] الناصر وسجنه ومبايعة أخيه شقيقه الملك الظاهر علي، فلمّا عرف (٩) الناصر ذلك هرب إلى القلعة (١٠) وتفرقت العساكر شذر مذر (١١) وساق الأمير ركن الدين بيبرس [البندقداري] في أصحابه إلى ناحية غزة، فاستدعاه الملك المظفر قطز إليه واستقدمه عليه، وأقطعه قليوب، وأنزله بدار الوزارة وعظم شأنه لديه، وإنما كان حتفه على يديه.

[وقعة عين جالوت]

اتفق وقوع هذا كله في العشر الأخير من رمضان من هذه السنة، فما مضت سوى ثلاثة أيام (١٢) حتى


(١) أ، ب: ثم ولجوا.
(٢) ذيل مرآة الزمان (١/ ٣٦٢ - ٣٦٣).
(٣) ب: وكان من نيتهم.
(٤) بعدها في أ، ب: فكفى الله شرهم.
(٥) عند اليونيني اسمه: إيلبان.
(٦) أ، ب: وقد كان في أول هذه السنة سلطان الشام الناصر بن عبد العزيز وقد أقام بوطأة برزة ومعه خلق كثير من الجيوش والأمراء.
(٧) أ، ب: وكان ممن معه الأمير ركن الدين بيبرس.
(٨) أ، ب: والكلمة.
(٩) أ، ب: فلما تنسم الناصر ذلك.
(١٠) أ، ب: إلى القلعة المنصورة.
(١١) شذر مذر. مثل عربي قديم أوردته في كتابي معجم الأمثال العربية (٢/ ٤٥٠) و (٤/ ١٦٤) وهو أيضًا في مجمع الأمثال (١/ ٢٧٩) واللسان (مذر).
(١٢) أ، ب: فما مضت إلا ثلاثة أيام.

<<  <  ج: ص:  >  >>