للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أينَ الوصَائفُ كالغِزلانِ رائحةً … يَسْحَبْنَ مِنْ حُلَلٍ موشِيَّةٍ جُدُدَا

أين الملاهي وأينَ الرَّاحُ تَحسَبُها … ياقُوتةً كُسِيَتْ مِنْ فِضةٍ زَرَدا

أينَ الوثوبُ إلى الأعداءَ متَّبعًا (١) … صلاحَ مُلكِ بَني العبَّاسِ إذْ فسَدا

ما زِلْتَ تقسِرُ مِنْهُمْ كلَّ قَسْوَرةٍ … وتَخْبِطُ العاتيَ (٢) الجَبَّارَ مُعْتَمِدا

ثم انقضَيْتَ فلا عَيْنٌ ولا أثَرٌ … حتَّى كأنَّك يومًا لَمْ تكُنْ أحدا

لا شيءَ يبقى سوى خيرٍ تُقدّمُهُ … ما دامَ مُلكٌ لإنسانٍ ولا خَلُدا

ورواها ابن عساكر في "تاريخه" الكبير (٣).

خلافة المكتفي باللّه أبي محمد (٤)

عليّ بن المعتضد باللّه أمير المؤمنين. بويع له بالخلافة بعد موت أبيه في ربيع الأول من هذه السَّنة، وليس في الخلفاء من اسمه عليّ سوى هذا، وعليّ بن أبي طالب، وليس فيهم من يُكنى بأبي محمّد إِلَّا هذا، والحسن بن علي بن أبي طالب، والهادي، والمستضيء بأمر الله.

وحين ولِّي المكتفي باللّه بعد أبيه، كثرت الفتن وانتشرت في البلاد.

وفي رجب زُلزلت الأرض زلزلةً عظيمة جدًّا.

وفي رمضان تساقط وقتَ السَّحر من السَّماء نجومٌ كثيرة، ولم يزل الأمر كذلك حتى طلعت الشمس.

ولما أفضت الخلافة إليه كان بالرَّقَّة، فكتب إليه الوزيرُ وأعيانُ الأمراء، فركب ودخل بغداد في يومٍ مشهود، وذلك يوم الإثنين لثمانٍ خلون من جمادى الأولى من هذه السنة.

وفيها في هذا اليوم أمر بقتل عمرو بن الليث الصَّفَّار، وكان معتَقلًا في سجن أبيه، وأمر بتخريب المَطَامير التي كان اتخذها أبوه للسجن، وأمر ببناء جامع مكانها.

وخلع في هذا اليوم على الوزير القاسم بن عُبَيد الله بن سليمان بن وَهْب ست خِلَع، وقلَّده سيفًا.

وكان عمره يومئذٍ خمسًا وعشرين سنة، وبضع أشهرٍ.


(١) في ط والسير وتاريخ الخلفاء: مبتغيًا.
(٢) في ظا: العاند، وفي السير وتاريخ الخلفاء: العالي.
(٣) سقطت مع ترجمة المعتضد من مخطوطة تاريخ ابن عساكر.
(٤) تاريخ بغداد (٦٦/ ٣١٦)، المنتظم (٦/ ٣١ - ٣٣)، و (٧٩ - ٨٠)، الكامل لابن الأثير (٧/ ٥١٦) و (٨/ ٨)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٤٧٩)، تاريخ الخلفاء للسيوطي (٦٠٠)، شذرات الذهب (٢/ ٢١٩).
وسيترجم له المؤلف في حوادث سنة (٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>