للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان المعتصم أبيضَ، أصهبَ (١) اللحية طويلها، مربوعًا، مُشْرَبَ اللون.

أمُّه أمُّ ولد اسمُها مارِدة. وهو أحدُ أولاد ستةٍ من أولاد الرشيد، كلٌّ منهم اسمُه محمد، وهم: أبو إسحاق المعتصم، وأبو العباس الأمين، وأبو عيسى، وأبو أحمد، وأبو يعقوب، وأبو أيوب؛ قاله هشام بن الكلبي (٢).

وقد قام بالخلافة بعدَه ولدُه هارون الواثق.

ذكر ابن جرير أن وزيره محمد بن عبد الملك بن الزيات رثاه، فقال (٣):

قَد قُلْتُ إذْ غَيَّبُوكَ واصطَفَقَتْ … عَلَيْكَ أيدي (٤) التُّراب والطِّينِ

اذهَبْ فنِعمَ الحفيظُ كنْتَ على الـ … ـدُّنْيا ونِعْمَ الظهيرُ للدِّينِ

لا جَبَرَ اللَّهُ أُمَّةً فَقَدَتْ … مِثلَكَ إلا بمِثْلِ هارُونِ

وقال مَرْوان بن أبي الجنوب، وهو ابن أخي مروان ابن أبي حَفْصة (٥):

أبو إسحاقَ ماتَ ضُحًى فمِتْنا … وأمْسَيْنا بهارُونٍ حَيينا

لئنْ جاءَ الخميسُ بما كرهنا … لقَدْ جَاءَ الخميسُ بما هَوِينا

خلافة هارون الواثق باللَّه بن المعتصم

بُويع له بالخلافة قبل أن يموت أبوه المعتصم يوم الأربعاء لثمانٍ خلَوْن من ربيع الأول من هذه السنة، أعني سنة سبع وعشرين ومئتين. ويكنى بأبي جعفر، وأُمُّه أمُّ ولدٍ رُوميَّة، يقال لها: قراطيس، وقد خرجَتْ في هذه السنة قاصدةً الحجَّ، فماتت بالحيرة، ودفنت بالكوفة في دار داود بن عيسى، وذلك لأربع خَلَوْن من ذي القعدة من هذه السنة (٦).

وكان الذي أقام للناس الحجَّ في هذه السنة جعفر بن المعتصم (٧).


(١) "الأصْهَب": ذو اللون الأصفر الضارب إلى شيء من الحمرة والبياض.
(٢) جمهرة أنساب العرب لابن حزم (٢٣).
(٣) تاريخ الطبري (٩/ ١١٩)، والكامل لابن الأثير (٦/ ٥٢٥).
(٤) في الطبري وابن الأثير: أيْدٍ بالتُّرب.
(٥) تاريخ الطبري (٩/ ١٢٠).
(٦) تاريخ الطبري (٩/ ١٢٣).
(٧) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>