للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عُتْبَة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول اللَّه : "لَيُحَجَنَّ هذا البيتُ، وَليُعْتَمَرَنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج". انفرد بإخراجه البخاري، فرواه عن أحمد بن حفص بن عبد اللَّه، عن أبيه، عن إبراهيم بن طَهْمَانَ، عن حَجّاج هو ابنُ حجاج (١)، عن قتادَةَ بن دِعَامة به، قال: تابعه أبانٌ، وعِمْرانُ، عن قتادَة، وقال عبد الرحمن، عن شعبة، عن قتادةَ: "لا تَقُومُ الساعةُ حتى لا يُحَجَّ البَيْتُ" قال أبو عبد اللَّه: والأول أكثر. انتهى ما ذكره البخاري. وقد رواه البزّار، عن محمد بن المُثَنّى، عن عبد الرحمن بن مَهدي، عن أبان بن يزيد العطّار، عن قتادة، كما ذكره البخاريّ، ورواية عِمْران بن داود القطّان قد أوردها الإمامُ أحمد، كما رَأَيْتَ (٢).

وقال أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المُثَنَّى، حدَّثنا عبد العزيز، حدَّثنا شعبةُ، عن قتادة؛ سمعتُ عبد اللَّه بن أبي عُتْبةَ يُحَدّث، عن أبي سعيد الخُدْريّ، عن النبيّ قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُحَجَّ البَيْتُ". ثم قال: وهذا الحديث لا نَعْلمُه يُرْوى عن أبي سعيد، عن النبيّ إلَّا بهذا الإسناد.

قلت: ولا مُنافَاة في المعنى بين الروايتين، لأنّ الكعبة يَحُجُّها الناسُ ويَعْتَمِرون بها، بعد خروج يأجوج ومأجوج، وهلاكِهم، وطُمأنينة الناس، وكثرة أرزاقهم في زمان المسيح ، ثم يَبْعَثُ اللَّه ريحًا طيِّبة فيقبْضُ بها رُوح كلِّ مُؤمن، ومؤمنة، ويُتَوَفَّى نبي اللَّه عيسَى ابنُ مَرْيمَ ، ويصلّي عليه المسلمونُ، ويُدْفَنُ بالحُجْرةِ النبَوية، مع رسول اللَّه (٣)، ثم يكون خَرَابُ الكَعْبةِ على يدي ذي السُّوَيْقَتَين، بعد هذا، وإن كان ظهورُه في زمان المسيح، كما قال كعبُ الأحبار.

صفة تخريبه إيَّاها قبحه اللَّه وشرفها

قال الإمامُ أحمد: حدّثنا أحمد بن عبد الملك، وهو الحَرَّاني، حدَّثنا محمد بن سَلَمة، عن محمد ابن إسحاق، عن ابن أبي نَجِيح، عن مُجاهد، عن عبد اللَّه بن عمرو قال: سمعتُ رسول اللَّه يقول: " يُخَربُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْن منَ الحَبَشَة، ويسْلُبُها حِلْيتَهَا، ويُجَرِّدُها من كُسْوتها، ولَكأنِّي أنظرُ إلَيْه أُصَيْلعَ أُفَيْدع (٤)، يضرب عليها بِمسْحاته، ومِعْوَله". انفرد به أحمد، وهذا إسنادٌ جَيّد قَويّ (٥).


(١) في الأصل: ابن منهال، والتصحيح من البخاري.
(٢) رواه أحمد في المسند (٣/ ٢٧ - ٢٨) والبخاري (١٥٩٣) تعليقًا، قال الحافظ في "الفتح" (٣/ ٤٥٥) وصله الحاكم (٤/ ٤٥٣) من طريق أحمد بن حنبل.
(٣) تقدم أن الترمذي رواه رقم (٣٦١٧) وهو من نقل عبد اللَّه بن سلام عن التوراة، وهو ضعيف.
(٤) الذي فيه زيغ في المفاصل حتى كأنها زالت عن مواضعها.
(٥) رواه أحمد في المسند (٢/ ٢٢٠) أقول: فيه عنعنة بن إسحاق، لكن قد توبع، فالحديث حسن بطرقه وشواهده.

<<  <  ج: ص:  >  >>