(٢) اختلفت المصادر في أم عمر ﵁، هل هي بنت هشام فتكون أخت أبي جهل أم بنت هاشم فتكون بنت عمه. والذي قال بالرأي الأول غير ابن كثير الطبري في تاريخه (٤/ ١٩٥) وابن الأثير في جامع الأصول (١٢/ ٣٠٥) والذهبي في تاريخ الإسلام (٢/ ٥٠)، وقال بالرأي الآخر ابن حجر في الإصابة (٢/ ٥١٨) وابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١١٤٤) وابن الأثير في أسد الغابة (٤/ ١٤٥) والمزي في تهذيب الكمال (٢١/ ٣١٧) وقال: بنت هاشم أصح؛ بل إن ابن عبد البر خطَّأ من قال بالرأي الأول وهو أنها أخت أبي جهل، وقد لخّص ابن الأثير المشكلة فيما يلي وقال: وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وعلى الأول تكون ابنة عمه. قال أبو عمر: ومن قال ذلك -يعني بنت هشام- فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام، وليس كذلك وإنما هي ابنة عمهما؛ لأن هشامًا وهاشمًا ابني المغيرة أخوان، فهاشم والدحنتمة، وهشام والد الحارث وأبي جهل، وكان يقال لهاشم جدّ عمر ذو الرمحين. وقال ابن مندة: أم عمر أخت أبي جهل. وقال أبو نعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل، وأبو جهل خاله، ورواه عن ابن إسحاق. وقال الزُّبير: حنتمة بنت هاشم فهي ابنة عم أبي جهل -كما قال أبو عمر- وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا.