للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[[وفاة عمر بن الخطاب ]]

وهو عُمر بن الخَطّاب (١) بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزاح بن عديّ بن كَعْب بن لُؤَيّ (بن غالب) بن فِهْر بن مالكْ بن النَّضْر بن كنانة بن خُزيمة بن مُدْركة بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان القرَشي، أبو حَفْص العَدوي، المُلَقب بالفاروق، قيل: لقَّبه بذلك أهلُ الكتاب.

[وأمه حَنْتَمة بنت هشام أخت أبي جهل بن هشام (٢). أسلم عمر وعمره سبعُ وعشرون سنة، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهدَ كلَّها مع النبي-، وخرج في عدة سرايا، وكان أميرًا على بعضها، وهو أولُ من دُعي أميرَ المؤمنين، وأولُ من كتب التاريخ، وجمع الناس على التّراويح، وأولُ من عَسَّ بالمدينة، وحمل الدِّرَّة وأدَّب بها، وجلد في الخمر ثمانين، وفتح الفتوح، ومصَّر الأمصار، وجنَّد الأجناد. ووضع الخَراج، ودوَّنَ الدواوين، وفرض الأعطية، واستقضى القضاة، وكوَّر الكُورَ، مثل السَّواد والأهْواز والجبال وفارس وغيرها، وفتح الشام كلّه، والجزيرةَ والموصلَ، ومَيّا فارقين، وآمد، وأرْمينية، ومصر وإسكندرية. ومات وعساكرُه على بلاد الرّيّ. فتح من الشام اليَرْموك وبُصرى ودمشق والأرْدُن، وبَيْسان، وطَبَريَّة، والجابية، وفلسطين، والرَّمْلة، وعَسْقَلان، وَغَزة، والسواحل، والقُدْس. و (فتح) مصر وإسكندرية وطرابلس الغرب وبرقة، ومن مدن الشام: بعلبك، وحمص، وقنّسرين، وحلب، وأنطاكية و (فتح) الجزيرةَ وحرّان والرُّها والرَّقة ونَصيبين ورأس عين وسُمَيْساط


(١) لا يخلو كتاب من كتب التراجم من ترجمة عمر ، ونكتفي هنا بذكر أهم هذه المصادر وهي: تاريخ الطبري (٤/ ١٩٠ - ٢٤١) والاستيعاب (٣/ ١١٤٤ - ١١٥٩) وتاريخ دمشق (مجلد بكامله) وأسد الغابة (٤/ ١٤٥ - ١٨٦) وتهذيب الكمال (٢١/ ٣١٦) وتاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ٥٠ - ٦٠) والإصابة (٣/ ٥١٨ - ٥١٩) وتاريخ الخلفاء - بتحقيق الأستاذ إبراهيم الصالح - (١٣٣ - ١٧٧).
(٢) اختلفت المصادر في أم عمر ، هل هي بنت هشام فتكون أخت أبي جهل أم بنت هاشم فتكون بنت عمه. والذي قال بالرأي الأول غير ابن كثير الطبري في تاريخه (٤/ ١٩٥) وابن الأثير في جامع الأصول (١٢/ ٣٠٥) والذهبي في تاريخ الإسلام (٢/ ٥٠)، وقال بالرأي الآخر ابن حجر في الإصابة (٢/ ٥١٨) وابن عبد البر في الاستيعاب (٣/ ١١٤٤) وابن الأثير في أسد الغابة (٤/ ١٤٥) والمزي في تهذيب الكمال (٢١/ ٣١٧) وقال: بنت هاشم أصح؛ بل إن ابن عبد البر خطَّأ من قال بالرأي الأول وهو أنها أخت أبي جهل، وقد لخّص ابن الأثير المشكلة فيما يلي وقال: وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وعلى الأول تكون ابنة عمه. قال أبو عمر: ومن قال ذلك -يعني بنت هشام- فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام، وليس كذلك وإنما هي ابنة عمهما؛ لأن هشامًا وهاشمًا ابني المغيرة أخوان، فهاشم والدحنتمة، وهشام والد الحارث وأبي جهل، وكان يقال لهاشم جدّ عمر ذو الرمحين. وقال ابن مندة: أم عمر أخت أبي جهل. وقال أبو نعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل، وأبو جهل خاله، ورواه عن ابن إسحاق. وقال الزُّبير: حنتمة بنت هاشم فهي ابنة عم أبي جهل -كما قال أبو عمر- وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا.