للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (١٠٩)[المائدة: ١٠٩]. وقال تعالى: ﴿فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (٦) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (٧)[الأعراف: ٦ - ٧]. وقال تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٨) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (٩)[الأعراف: ٨ - ٩]. وقال تعالى: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٩٣)[الحجر: ٩٢ - ٩٣].

وقال ابن أبي الدنيا: حدّثنا حمزةُ بن العبَّاس، حدَّثنا عبد اللَّه بن عُثْمانَ، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا رِشْدين بنُ سعد، أخبرني ابن أنْعُم المَعَافِريّ، عن حبان بن أبي جَبَلَة، يُسنده إلى النبيّ قال: "إذا جَمَعَ اللَّهُ عِبَادَهُ يَوْمَ القيامةِ كان أوَّلُ منْ يُدْعَى إسرافيل؛ فيقول له رَبُّه: ما فعلتَ في عهدي؟ هل بَلَّغْتَ عَهْدي؟ فيقول: نعم، يا ربّ، قد بلّغته جبريلَ، فيُدعى جبريل، فيقال له: هل بلّغك إسرافيلُ عَهْدي؟ فيقول: نعم، قد بلّغني، فيخلَّى عن إسرافيل، ويقال لجبريل: هل بلَّغت عهدي، فيقول: نعم قد بَلغْت الرُّسُل، فيُدْعَى الرسل فيقولُ لهم: هل بَلَّغكم جِبْريلُ عَهْدي؟ فيقولون: نعم، فيخلَّى عنْ جِبْريل، ويقال للرسل: ما فعلتم بعهدي؟ فيقولون: بَلَّغْنا أُمَمنا، فتُدْعى الأُممُ، فيُقال لهم: هل بلَّغَكمُ الرُّسُل عَهدي؟ فمنهم المُكَذّب، ومنهم المُصَدِّق، فيقول الرُّسُل: إنّ لنا عليهم شهداء يَشْهَدُون لنا أنا قدْ بَلّغْنا عهدَك، فيقول: منْ يشهدُ لكم؟ فيقولون: أُمَّةُ أحمد ، فيقول: أتشهدون أنّ رُسُلي هؤلاء قدْ بَلّغُوا عَهْدي إلى منْ أُرْسِلُوا إلَيْه؟ فيقولون: نعم رَبِّ شَهِدْنَا أنْ قَدْ بَلَّغُوا، فتقولُ تلك الأمم: كيفَ يَشْهدُ عَلَيْنا منْ لمْ يُدرِكْنا؟ فيقول لهمُ الربُّ تعالى: كيف تَشْهَدُونَ على منْ لم تُدْرِكُوا؟ فيقولون: رَبَّنا، بَعَثْتَ إلينا رَسُولًا، وأنْزلتَ إليْنا عَهْدَكَ وكِتابَك، وقصصت عَلينا فيه أنّهم قد بَلّغوا، فشَهِدْنا بما عَهِدت إلَيْنا، فيقول الربُّ: صَدَقُوا، فذلكَ قوله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: ١٤٣] ". قال ابن أنْعُم: فبلغني أن أمة محمد تشهد، إلّا منْ كانَ في قلبه حِنَةٌ (١) على أخيه (٢).

[ذكر كلام الرب تعالى مع آدم ]

قال الإمام أحمد: حدّثنا قُتَيْبةُ بن سعيد، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن ثَوْر، عن أبي الغَيْث، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللَّه قال: "أوَّل من يُدْعى يومَ القيامة آدمُ، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: يا رَبِّ لَبَّيْكَ وَسَعْديكَ، فيقول له ربُّنا تعالى: أخْرِجْ نَصيبَ جَهَنم منْ ذُرِّيتكَ، فيقول: يا رَبِّ وكم؟ فيقول: من كلّ مئةٍ تِسْعة وتسعين" فقلنا: يا رسول اللَّه، أرأيتَ إذا أخَذَ منّا منْ


(١) أي عداوة. انظر "النهاية" (١/ ٤٥٣).
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٢٣٧) وابن المبارك في "الزهد" (١٥٩٨) وفي إسناده ضعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>