للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم دخلت سنة إحدى وأربعمئة (١)

في يوم الجمعة الرابع من محرَّم فيها خُطِبَ بالمَوصل للحاكم العُبيدي عن أمر صاحبها قِرواش بن مُفقَد، أبي مَنيع (٢)، وقهر رعيته على ذلك. وقد سرد ابن الجَوْزِي (٣) صيغة الخطبة يومئذ بحروفها، وفي آخرها: صلُّوا على آبائه من الخلفاء، المهديّ، ثمّ ابنه القائم، ثمّ ابنه المنصور، ثُمَّ ابنه المعزّ، ثُمَّ ابنه العزيز، ثُمَّ على ابنه الحاكم صاحب الوقت، وبالغوا في الدّعاء لهم، ولاسيّما للحاكم المذكور. وكذلك ببقيّة أعماله (٤) من الأنبار والمدائن وغيرهما.

وكان سبب ذلك أنّ الحاكم تردَّدت مكاتباته ورسله وهداياه إلى قِرواش، يستميله إليه ليُقبل بوجههِ إليه، حتى فعل ما فعل مما ذكرنا [من الخطبة وغيرها] فلمَّا بلغَ الخبر إلى القادر [باللَّه] (٥) العبَّاسي، كتب يعاتب قِرواش بن مُقلَّد على ما صغ، ونفَّذ بَهاء الدَّولة إلى عميد الجيوش بمئة ألف دينار لمحاربة قِرواش. فلمّا بلغ ذلك قرواشًا رجع عن رأيه وندم على ما كان منه، وأمر بقطع الخطبة للحاكم من بلاده، وأعادها إلى القادر العباسي على عادته.

قال ابن الجوزي (٦): ولخمس بقين من رجب، زادت دِجْلة زيادةً كثيرةً، واستمرت الزِّيادة إلى رمضان، وبلغت أحدًا وعشرين ذراعًا وثلثًا. ودخل الماء إلى أكثر دور بغداد.

وفيها: رجع الوزير أبو غالب بن خَلَف إلى بغداد، ولُقِّبَ فَخْر المُلْكِ بِعَميد الجيوش.


(١) في نسخة برلين (ب): ثم دخلت سنة ست وتسعين وثلاثمئة، وهذا خطأ واضح في هذه النسخة مستمر حتى سنة تسع وسبعين وأربعمئة حيث يتم التصحيح على أصل النسخة بعد شطب العنوان الخاطئ، أما ما في كل سنة من الأحداث والوفيات؛ فإنه موافق تمامًا لنسخة الأحمدية والمطبوع سوى بعض الفروق التي أشرنا إليها في مواضعها.
(٢) قرواش بن مقلّد بن المسيَّب العقيلي، صاحب الكوفة والموصل والمدائن توفي سنة ٤٤٢ هـ، ترجمته في وفيات هذه السنة من هذا الجزء.
(٣) المنتظم (٧/ ٢٤٨)، وأكثر اعتماد المصنف في هذا الجزء في الحوادث على المنتظم.
(٤) في ط: تبعته أعمالها.
(٥) ما بين معقوفتين زيادة من ط لإفادة المعنى، وكذلك وضعنا كل زيادة مفيدة في هذا الجزء إِلَّا ما أشرنا إليه في موضعه.
(٦) المنتظم (٧/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>