للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة، فيقول لأصحابه: هل ترون هذا القصر الأبيض، هذا مسجد أحمد، ثم يأتي المدينة، فيجدُ بكلِّ نَقْبٍ من أنْقابها مَلَكًا مُصْلِتًا، فيأتي سبَخَةَ الجُرُف، فيَضْرِبُ رِواقَه، ثم ترْجُفُ المَدينَةُ ثلاثَ رَجَفَاتٍ، فلا يبقى مُنافِقٌ ولا مُنَافِقَةٌ، ولا فاسق، ولا فاسقة، إلا خرج إليه، فذلك يومُ الخلاص". تفرد به أحمد.

ثم رواه أحمد عن غُنْدر، عن شُعْبة، عن أبي بشْر، عن عبد اللَّه بن شَقيق، عن رَجَاء بن رجاء، عن محْجن بن الأَدْرع، قال: أخذ رسول اللَّه بيَدي فصعِد على أُحُدٍ، فأشرف على المدينة، فقال: "ويلُ أمِّها قريةً يَدَعُها أهلُها خير ما تكون" أو "كأخير ما تكون" فيأتيها الدجَّالُ، فيجدُ على كلِّ بابٍ مِنْ أبوابها مَلَكًا مُصْلِتًا بجَنَاحِهِ فلا يدخلُها" قال: ثم نزل وهو آخذٌ بيدي، فدَخل المسجدَ، فإذا رجل يُصَلِّي، فقال لي: "مَنْ هذا؟ " فأثْنَيتُ عليه خَيْرًا، فقال: "اسكتْ، لا تُسْمِعْهُ فتُهلِكَه" قال: ثم أتى حُجْرةَ امرأةٍ من نسائه، فنفضَ يدَهُ مِنْ يدي، وقال: "إنَّ خَيْر دينكم أيْسَرُهُ، إنَّ خَيْرَ دِينكم أيسره" (١).

[حديث آخر]

قال مَعْمَرٌ في "جامعه"، عن الزُّهريّ: أخبرني عمرو بن [أبي] سُفْيانَ الثقفيّ، أخبرني رجل من الأنصار، عن بعض أصحاب محمد ، قال: ذكر رسول اللَّه الدجّال، فقال: "يأتي سِباخَ المدينة، وهو مُحَرّم عليه أن يَدْخُلَها، فَتَنْتفِضُ بأهلها نَفْضَةً، أو نَفْضَتينِ، وهي الزلزلةُ، فيخرُج إليه منها كلُّ منافق، ومنافقة، ثم يُوَلِّي الدجّالُ قِبلَ الشام، حتَّى يأْتِيَ بعضَ جبَال الشام، وَبقيّةُ المسلمين يومَئِذ مُعتصمون بِذورة جَبَل، فيُحاصرهم نازلًا بأصله، حتى إذا طال عليهم البلاءُ، قال رجل: حتى متى أنتُمْ هكذا وعدّو اللَّه نازل بأصل جَبَلكم؟ هل أنتم إلّا بين إحْدَى الحُسْنَيَيْنِ، بَينَ أَنْ يسْتَشهدَكُم، أو يظهركم اللَّه عليه، فيتبايعون على الموت بَيعْةً يَعْلَمُ اللَّه أنها الصدق من أنْفسهم، ثم تاخذهم ظُلْمَةٌ لَا يُبْصِرُ امرؤ كَفَّهُ، فيَنزِلُ ابنُ مريَم، فيَحْسِرُ عن أبصارهم وبين أظْهُرِهمْ رجلٌ عليه لأْمة فيقولون: من أنت؟ فيقول: أنا عبدُ اللَّه، ورسوله، ورُوحُه، وكَلِمتُه عيسى، اختارُوا إحدَى ثلاثٍ، بين أن يَبْعَثَ اللَّه على الدجّال وجُنوده عَذَابًا من السماء، أو يَخْسِفَ بهِمُ الأرض، أو يُسَلِّط عليهم سِلَاحَكُمْ، ويكفَّ سلاحهم عنكم، فيقولون: هذه يا رسول اللَّه أشْفَى لِصُدُورنا، فيومئذ يُرى اليهُودِيّ العظيمُ الطويل الأكُولَ الشَّرُوبَ، لا تُقِلُّ يَدُه سَيْفَه من الرِّعْدَةِ، فينزلون إليهم، فيُسلَّطُونَ عَلَيْهِم، وَيذُوبُ الدجّالُ،


(١) رواه أحمد في المسند (٤/ ٣٣٨) وهو حديث ضعيف، دون جملة: "إن خير دينكم أيسره" فهي صحيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>