للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها: أرسل الملك المعظم الصدر البكري (١) محتسب دمشق إِلى جلال الدين بن خوارزم شاه يستعينه على أخويه الكامل والأشرف اللذين قد تمالأا عليه، فأجابه إِلى ذلك بالسمع والطاعة، ولما عاد الصدر المذكور أضاف إِليه مشيخة الشيوخ.

وحج في هذه السنة الملك المسعود (٢) أقسيس بن الكامل صاحب اليمن فبدت منه أفعال ناقصة بالحرم [الشريف] من سكر ورشق حمام المسجد بالبندق من أعلى قبة زمزم، وكان إِذا نام في دار الإمارة يُضرب الطائفون بالمسعى بأطراف السيوف لئلا يشوِّشوا عليه وهو نائم (٣) نوم سكر قبَّحهُ اللّه، ولكنه (٤) كان مع هذا كلِّه مهيبًا محترمًا والبلاد به آمنة مطمئنة، وقد كاد (٥) يرفع سنجقَ أبيه يومَ عرفة على سنجق الخليفة فيجري بسبب ذلك فتنةٌ عظيمةٌ، وما مكَّن من طلوعه وصعوده إِلى الجبل إِلا في آخر النهار بعد جهد جهيد.

وفيها: كان بالشام جرادٌ (٦) كثيرٌ أكلَ الزرعَ والثمارَ والأشجار (٧).

وفيها: وقعت حروبٌ كثيرةٌ بين القفجاق (٨) والكرج، وقتالٌ كثيرٌ بسبب ضيق بلاد القفجاق عليهم.

وفيها: ولي قضاءَ القضاةِ ببغداد أبو عبد اللّه محمد بن فضلان (٩). ولبس الخلعة في باب دار الوزارة مؤيد الدين محمد بن محمد القمي (١٠) بحضرة الأعيان والكبراء، وقُرئ تقليده بحضرتهم وساقه ابن الساعي بحروفه.

[وممن توفي فيها من الأعيان]

عبد القادر بن داود (١١) أبو محمد الواسطي الفقيه الشافعي الملقب بالمُحبّ.


(١) أ، ب: الصدر الكشميهني. والصدر البكري هو الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمروك أبو علي القرشي التيمي صدر الدين البكري ينتهي نسبه بأبي بكر الصديق . توفي سنة ٦٥٦ هـ ذيل الروضتين (٢٠١) وذيل مرآة الزمان (١/ ١٢٤ - ١٢٥).
(٢) ط: الملك مسعود بن أقسيس. وقد مضى تحقيق الاسم إِلى أخسيس.
(٣) ليست في الأصول واستدركتها للسياق.
(٤) ط: ولكن.
(٥) ب: وقد كان.
(٦) ب: جرادًا كثيرًا وما هنا أشبه بالسياق.
(٧) أ: أكل الزروع والأثمار والأشجار.
(٨) أ: الفجاق.
(٩) ط: فلان.
(١٠) ط: "القيمق" وهو تحريف، وما هنا من أ، ب، وهو مشهور. (بشار).
(١١) ترجمة -المحب الواسطي- في التكملة للمنذري (٣/ ٧٤) وتاريخ الإسلام (١٣/ ٥٧٨) وطبقات السبكي (٥/ ١١٨ - ١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>