للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقل بالنظامية دهرًا، واشتغل بها (١)، وكان فاضلًا دينًا صالحًا، ومما أنشده من الشعر قوله (٢): [من الكامل]

الفرقدانِ كلاهما شهدا له … والبدرُ ليلةَ تِمِّهِ بسهادهِ

دَنِفٌ إِذا اعتبقَ الظلام تضرمت … نارُ الجوى في صدرهِ وفؤادهِ

فجرتْ مدامعُ جفنهِ في خدّهِ … مثلَ المسيلِ يسيلُ من أطوارهِ (٣)

شوقًا إِلى مضنيه لم أرَ هكذا … مشتاقَ مُضنًى جسمهُ ببعادهِ

ليتَ الذي أضناهُ سحرُ جفونِه … قبلَ الممات يكونُ من عُوّادهِ

أبو طالب يحيى بن علي (٤) البعقوبي (٥) الفقيه الشافعي أحد المعيدين (٦) ببغداد.

كان شيخًا مليح الشيبة جميل الوجه، كان يلي بعض الأوقاف، ومما أنشده لبعض الفضلاء: [من الوافر]

لحملُ تِهامةٍ وجبالِ أُحْد … وماءُ البحرِ ينقلُ بالزَّبيلِ

ونقلُ الصخرِ فوقَ الظهر عُريًا (٧) … لأهونُ من مجالسةِ الثقيلِ

ولبعضهم أيضًا، [وهو مما أنشده المذكور] (٨):

وإِذا مضى للمرءَ من أعوامهِ … خمسون (٩) وهو إِلى التقى لا يجنحُ

عكفتْ عليهِ المُخْزِياتُ بقَوْلها (١٠) … حالفتنا، فأقمْ كذا لا تبرحُ

وإِذا رأى الشيطانُ غرَّةَ وجههِ … حيًّا، وقالَ فَدَيْتُ مَنْ لا يُفْلِحُ


(١) أ: اشتغل بالنظامية واشتغل بها دهرًا.
(٢) اللفظة عن أ وحدها.
(٣) أ: أطواره، ب: أطياره.
(٤) ترجمة - البعقوبي - في التكملة للمنذري (٣/ ٧٧).
(٥) البعقوبي نسبة إِلى بعقوبا: بالفتح، ثم السكون، وضم القاف وسكون الواو، والباء موحدة قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ معجم البلدان (١/ ٤٥٣).
(٦) أ، ب: أحد المتعبدين.
(٧) أ، ب: يومًا.
(٨) عن ط وحدها.
(٩) أ: خمسون حجة وهو إِلى التقى لا يجنح. ولا يستقيم بالوزن.
(١٠) أ، ب: بقولها: خالفتنا، وط: فقولها.

<<  <  ج: ص:  >  >>