للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عثمان بن خالد، عن عبد اللّه بن أبي سعيد المدني: حدَّثتني حفصة، فذكر مثل حديث عائشة، وفيه: فقال: "ألا أستحي (١) ممن تستحي منه الملائكة".

طريق أخرى عن ابن عبّاس

قال الحافظ أبو بكر البزار: حدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا يونس بن بكير، حدَّثنا النضر -هو ابن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز الكوفي- عن عكرمة، عن ابن عباس. قال قال رسول اللّه "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة عثمان بن عفان؟ " ثم قال البزار: لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد. قلت وهو على شرط الترمذي ولم يخرجوه (٢).

[طريق أخرى عن ابن عمر]

قال الطبراني (٣): حدَّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا محمد بن أبي بكر المقدَّمي، حدَّثنا أبو معشر، حدَّثني إبراهيم بن عمر بن أبان، حدَّثني أبي: عمر بن أبان، عن أبيه. قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: بينما رسول اللّه جالسٌ، وعائشةُ وراءه، إذ استأذن أبو بكر فدخل، ثم استأذن عمر فدخل، ثم استأذن سعد بن مالك فدخل، ثم استأذن عثمان بن عفان فدخل، ورسول الله يتحدث كاشفًا عن ركبته، فردَّ ثوبَه على ركبته حين استأذن عثمان، وقال لامرأته: "استأخري" فتحدثوا ساعةً ثم خرجوا، فقالت عائشة: يا نبيَّ الله! دخل أبي وأصحابه فلم تُصلح ثوبَكَ على ركبتك، ولم تؤخرني عنك، فقال النبي : "يا عائشة ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟ والذي نفسي بيده إن الملائكة لتستحي من عثمان كما تستحي من الله ورسوله، ولو دخل، وأنت قريب مني، لم يتحدث ولم يرفع رأسه حتى يخرج".

هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفيه زيادةٌ على ما قبله، وفي سنده ضعف.

قلت: وفي الباب عن علي وعبد الله بن أبي أوفى، وزيد بن ثابت. وروى أبو مروان القرشي، عن أبيه، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "عثمان حيى تستحي منه الملائكة" (٤).


(١) في ط: ألا نستحي.
(٢) النضر بن عبد الرحمن الخزاز متروك، فإسناد الحديث ضعيف جدًا، ولم أفهم قوله: "على شرط الترمذي"!! (بشار)، أقول: الحديث حسن بطرقه وشواهده الكثيرة، وقد تقدم بعضها.
(٣) المعجم الكبير (١٢/ ٣٢٧) رقم (١٣٢٥٣) وهو أيضًا في تاريخ دمشق (٨٥ - ٨٦).
(٤) تاريخ دمشق (٨٦) بهذا السند.