للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعكرمة بن أبي جهل وجماعة، فسارَ إلى قريبٍ من إيلياء فالتقى هو وأميرٌ من الروم يقال له باهان (١) فكسره، ولجأ (٢) باهان إلى دمشق، فلحقه خالدُ بن سعيد، وبادرَ الجيش إلى لحوق دمشق وطلب الحظوة، فوصلوا إلى مرج الصُّفَر فانطوت عليه مسالح باهان وأخذوا عليهم الطريق، وزحف باهان ففرَّ خالدُ بن سعيد، فلم يزل إلى ذي المروة. واستحوذَ الرومُ على عسكرهم إلَّا من فرَّ على الخيل، وثبت عكرمة بن أبي جهل، وقد تقهقر عن الشام قريبًا وبقي ردءًا لمن نفر إليه، وأقبلَ شرحبيلُ بن حسنة من العراق من عند خالد بن الوليد إلى الصدِّيق، فأمَّره على جيشه وبعثه إلى الشام، فلما مر بخالد بن سعيد بذي المروة، أخذ جمهورُ أصحابه الذين هربوا معه إلى ذي المروة.

ثم اجتمع عند الصديق طائفةٌ من الناس فأمَّر عليهم معاويةَ بن أبي سفيان وأرسله وراء أخيه يزيد بن أبي سفيان. ولما مرَّ بخالد بن سعيد أخذ منْ كان بقي معه بذي المروة إلى الشام. ثم أذن الصديق لخالد بن سعيد في الدخول إلى المدينة وقال: كان عمر أعلم بخالد.

وقعةُ اليَرْموك

على ما ذكره سيف بن عمر في هذه السنة قبل فتح دمشق، وتبعه على ذلك أبو جعفر بن جرير .

وأما الحافظ ابن عساكر فإنه نقل (٣) عن يزيد بن أبي عبيدة والوليد وابن لهيعة والليث وأبي معشر: أنها كانت في سنة خمس عشرة بعد فتح دمشق.

وقال محمد بن إسحاق: كانت في رجب سنة خمس عشرة.

وقال خليفة بن خياط (٤): قال ابن الكلبي: كانت وقعة اليرموك يوم الإثنين لخمسٍ مَضَيْن من رجب سنة خمس عشرة.

قال ابن عساكر: وهذا هو المحفوظ، وما قاله سيف من أنها فبل فتح دمشق سنة ثلاث عشرة فلم يتابع عليه.

قلت: وهذا ذكر سياق سيف وغيره على ما أورده ابن جرير (٥) وغيره. قال:

ولما توجهت هذه الجيوش نحو الشام أفزع ذلك الروم وخافوا خوفًا شديدًا، وكتبوا إلى هرقل


(١) في ط: ماهان؛ تحريف وما هنا عن الطبري.
(٢) في أ: ونجا؛ تحريف.
(٣) في تاريخ دمشق (١/ ٥٢٧ - ٥٢٩).
(٤) في تاريخه (ص ١٣٠).
(٥) في تاريخه (٣/ ٣٩٢).