للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منْ طَبخَ الدِّيكَ وَلا يَذْبَحُه … طارَ مِنَ القِدْرِ إلى حيْثُ انْتَهى

منْ أُدْخلَتْ (١) في عَيْنِهِ مِسَلَّةٌ … فَسَلْهُ مِنْ سَاعَتِهِ كَيْفَ العَمَى

والذَّقْنُ شَعْرٌ في الوُجُوهِ طَالِعٌ (٢) … وإنما (٣) العَقْصَةُ (٤) مِنْ خَلْفِ القَفَا (٥)

مَنْ أكَلَ الكِرْشَ ولمَّا يَغْسِلُهْ … سَالَ على لِحْيَتِهِ شِبْهُ الخَرَا (٦)

إلى أن قال فيها البيت الذي حُسِدَ عليه، وهو قوله:

مَنْ فَاتَهُ العِلْمُ وأخْطاهُ الغِنَى … فَذَاكَ والكَلْبُ عَلَى حَدٍّ سَوَا

قدم مصر في سنة ثنتي عشرة وأربعمئة، وامتدح فيها خليفتها الظاهر لإعزاز دين اللَّه ابن الحاكم، واتفقت وفاته بها في رجب هذه السنة، سامحه اللَّه تعالى.

[ثم دخلت سنة ثلاث عشرة وأربعمئة]

فيها جرت كائنةٌ غريبةٌ، ومصيبةٌ عظيمةٌ [عامة]، وهي أن رجلًا من المصريين من أصحاب الحاكم اتفق مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر فظيع، [وذلك أنّه] لمّا كان يوم الجمعة، وهو يوم النَّفْر الأول، طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود، جاء ليقبّله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى يُعْبَدُ هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي يمنعني عما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت وجعل يرتعد، فاتّقاه أكثر الحاضرين، وتأخَّروا عنه، وذلك أنَّه كان رجلًا طِوالًا جسيمًا أحمر اللَّون، أشقر الشعر، وعلى باب المسجد جماعة من الفرسان وقوف ليَمنعوه [ممن يريد منعه من هذا الفعل، وممن أراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه بها، وتكاثر عليه الناس فقتلوه وقطَّعوه قطعًا وحرّقوه [بالنار]، وتتبّعوا أصحابه، فقتلوا منهم جماعة، ونهبت أهل مكة ركب المصريين، وتعدّى النهب إلى غيرهم أيضًا، وجرت خبطة عظيمة، وفتنة كبيرة جدًا، ثمّ سكن الحال بعد أن تتبّع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد، غير أنَّه سقط من الحجر ثلاث


(١) في (ط) والسير: دخلت.
(٢) في السير: نابت.
(٣) في (ط): كذلك.
(٤) في (ب): الصفعة.
(٥) في السير: وإنما الدُّبْرُ الذي تحت الخُصَى.
(٦) سقط هذا البيت من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>