للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن دُلف بن أبي دلف التميمي الأمير، سعد الملك، أبو نصر، ابن ماكولا.

أحد أئمة الحديث وسادة الأمراء، رحل وطوّف، وسمع الكثير، وصَنّف. له: "الإكمال في المشتبه من أسماء الرجال" وهو كتاب جليل لم يُسبق إليه، ولم يلحق فيه إلا ما استدركه عليه ابن نقطة في كتاب سماه "الاستدراك".

قثله مماليكه بكرمان في هذه السنة، وكان مولده في سنة عشرين وأربعمئة، فعاش خمسًا وخمسين سنة.

قال ابن خلِّكان: وقيل: إنّه قتل في سنة تسع وسبعين، وقيل: سنة خمس وثمانين، وقيل: سنة ستّ وثمانين (١) قال: وقد كان أبوه وزيرًا للقادر باللَّه (٢)، وعمّه عبد اللَّه بن الحسين ولي قضاء بغداد، قال: ولا أدري لم سمي الأمير؟ إلا أن يكون منسوبًا إلى جدّه الأمير أبي دلف، وأصله من جرباذقان (٣)، وولد في عَكْبُرا في شعبان سنة إحدى وعشرين وأربعمئة، قال: وقد كان الخطيب البغدادي صنّف كتاب "المؤتنف" جمع فيه بين كتابي الدارقطني وعبد الغني بن سعيد في المؤتلف والمختلف، فجاء ابن ماكولا وزاد على كتاب الخطيب وسمّاه "الإكمال"، وهو في غاية الإفادة [ورفع الالتباس والضبط]، ولم يوضع مثله، ولا يحتاج بعده إلى ذِكر فضيلة أخرى، ففيه دلالةٌ على كَثْرةِ اطلاعه، وضبطه وتحريره، وإتقانه. ومن شعره قوله:

قَوضْ خِيامَكَ عن أرضٍ تُهانُ بها … وجانبِ الذُّلَّ إن الذُّلَّ يُجتنَبُ

وارحلْ إذا كانَ في الأوطانِ منقصةٌ … فالمَنْدلُ (٤) الرَّطْبُ في أوطانِه حَطَبْ (٥)

[ثم دخلت سنة ست وسبعين وأربعمئة]

فيها: عزل عميد الدولة بن جَهير عن وزارة الخلافة، فسار بأهله وأولاده إلى السلطان، وقصدوا نظام الملك الوزير، فعقد لولده فخر الدولة على بلاد ديار بكر، فسار إليها بالخلع


(١) وترجمه الذهبي في وفيات سنة ٤٨٧ من تاريخه (١٠/ ٥٨١).
(٢) في (ط): للقائم بأمر اللَّه، وكذلك في الوفيات.
(٣) في (أ): باذقان. وجرباذقان، بالفتح، والعجم يقولون: كرباذكان: بلدة قريبة من همذان بينها وبين الكرج وأصبهان، كبيرة ومشهورة.
وجرباذقان أيضًا: بلدة بين استراباذ، وجرجان من نواحي طبرستان. معجم البلدان (٢/ ١١٨).
(٤) "المندل": كمقعد: العود الرطب يتبخَّر به. أو أجوده.
(٥) البيتان في وفيات الأعيان (٣/ ٣٠٦)، سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٧٧) مع خلاف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>